طورهم ، وضربوا نائب الكاشف ، وقامت فتنة بينهم وبين الجند ضرب فيها وأسر واحد من أتباع الشيخ ، وذهب كاشف المنوفية وكاشف الغربية بعد ذلك يعتذران إلى الشيخ ، ولما عاد إلى القاهرة قدم إبراهيم بك بنفسه إلى منزله معتذرا ومعه كبار المماليك.
الشيخ عباس ووقف المغاربة :
وقبل ذلك بعشر سنوات آلت بعض الأوقاف المحبوسة على طلبة العلم إلى طلبة المغاربة ، ولكن واضع اليد جحد هذه الأيلولة وأبى أن يسلم الحق لأصحابه ، ولجأ في ذلك إلى الأمير يوسف بك أمير الحج فنصره هذا على باطله ، وأقام المغاربة دعواهم أمام القاضي فأثبت لهم حقهم ، ولكن الأمر كبر على يوسف بك ، وأبى أن يمتثل لحكم القضاء ، بل أمر بالشيخ عباس ـ زعيم المطالبين بوقف المغاربة ـ أن يساق إلى السجن. فلما ذهب رسل الأمير يوسف بك إلى الأزهر لأخذ الشيخ عباس طردهم الأزهريون وسبوهم ولم يمكنوهم منه ، ثم قصدوا إلى الشيخ أحمد الدردير فأخبروه الخبر ، فكتب الشيخ إلى يوسف بك ألا يتعرض لأهل العلم ، وألا يعاند في حكم أصدره القاضي ، وأرسل الشيخ كتابه هذا إلى يوسف بك مع شيخين اختارهما لذلك. فلما وصل الشيخان برسالة الدردير أمر يوسف بك بالقبض عليهما وزجرهما زجرا شديدا ثم سجنهما.
ووصل خبر ذلك إلى الشيخ الدردير ، وأهل الأزهر ، فاجتمعوا عند الصباح وأبطلوا دروس العلم ، والأذان ، والصلاة. وأقفلوا أبواب الجامع. وجلس العلماء عند القبلة القديمة. وكان الأزهر يموج بالناس ، فصعد الصغار منهم إلى المنارات والمآذن يكثرون من الدعاء على الأمراء. وشارك الشعب أهل الأزهر شعورهم بالسخط واحتجاجهم على الظلم ، فغلقت الحوانيت والمتاجر ، وعرف الأمراء ما جرى فأرسلوا إلى يوسف بك ليطلق سراح الشيخين ، فأطلقهما ، وأرسل شيخ البلد إبراهيم بك ، كبيرا من