وغيره من أفاضل الوقت وأنجب في الفقه الشافعي والمعقول وتثقيف اللسان والفروع الفقهية الواجبة والفرائض.
إلى أن يقول :
ولما رتب الفرانساوية ديوانا لقضايا المسلمين تعين المترجم في كتابة لتاريخ لحوادث الديوان ، وما يقع فيه من ذلك اليوم .. لأن القوم كان لهم مزيد اعتناء بضبط الحوادث اليومية في جميع دواوينهم وأماكن أحكامهم ثم يجمعون المتفرق في ملخص ، يرفع في سجلهم ، بعد أن يطبعوا منه نسخا عديدة يوزعونها في جميع الجيش ... حتى لمن يكون منهم في غير المصر من قرى الأرياف ، فتجد أخبار الأمس معلومة للجليل والحقير منهم.
فلما رتبوا ذلك الديوان ، كما ذكر كان هو المتقيد برقم كل ما يصدر في المجلس : من أمر ونهي ، أو خطاب أو جواب ، أو خطأ أو صواب ، وقرروا له في كل شهر سبعة آلاف ونصف فضة.
فلم يزل متقيدا في تلك الوظيفة مدة ولاية عبد الله جاك مينو ، حتى ارتحلوا من الإقليم. ولقد جمع من سجلات الحوادث عدة كراريس ولا أدري ما فعل بها.
هذا هو إسماعيل الخشاب ، أول صحفي عربي على الإطلاق ، خرج من الأزهر إلى الصحافة ، وكانت صحيفته صغيرة لا يقرؤها إلا القليلون.
ويجيىء من بعده المغفور له الشيخ (رفاعة رافع الطهطاوي) وهو المقصود بحديثنا وصاحب أكبر فضل على النهضة العلمية والأدبية والاجتماعية في مصر ، ولقد ولد عام ١٨٠١ وتوفي عام ١٨٧٣ وكانت مسقط رأسه مدينة (طهطا) في الصعيد ولقد نشأ في أسرة كانت من أهل اليسار ثم أخنى عليها الدهر فمضى والده في طلب الرزق إلى مدينة (قنا) وبعدها إلى مدينة (فرشوط).