ومعاهدها من خريجي الأزهر الشريف. وكذلك كان طلبة مدرسة المعلمين الأولية وأساتذتها.
وقد قام لأزهر بنشاط كبير ، وأسهم بنصيب ضخم من الجهاد الوطني في جميع المواقف القومية الوطنية فهو الذي قاوم الاحتلال الفرنسي لمصر وهو الذي أذكى لهيب الثورة العرابية ، وهو الذي غذي ثورة عام ١٩١٩ ، وله في كل موقف وطني جهاد مذكور مشكور.
ومنذ آخر القرن التاسع عشر إلى عصرنا وضعت قوانين منظمة لشئون الأزهر. ومن أشهر هذه القوانين قانون عام ١٩٣٠ م بإصلاح الأزهر الشريف ، وآخر هذه القوانين قانون عام ١٩٣٦ م الذي يسير الأزهر عليه اليوم في نظامه الجامعي والعلمي ، وفي تقسيمه إلى معاهد وكليات (١).
فضل الأزهر على العلوم والآداب :
الأزهر بيت العلم العتيق ومثابة الثقافة الإسلامية. حمل لواء المعرفة في مصر وفي الشرق الإسلامي قرونا متصلة وحفظ التراث الإسلامي في الدين واللغة والعلوم ونشره على الآفاق طيلة ألف سنة أو يزيد. وقد تخرج فيه أفواج من العلماء خلال عصور التاريخ ممن انتشروا في بقاع الأرض وحملوا معهم مشاعل المعرفة والثقافة التي تزودوا بها في الأزهر فأضاءوا الأرض علما ونورا ورشادا.
ولا يزال الأزهر حتى اليوم كعبة العلوم والآداب ومعقد آمال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
والأزهر هو الذي حفظ العلوم الإسلامية واللغة العربية من الضياع والاندثار وهو الذي حفظ للأدب العربي ، في شتى بلاد العروبة ، رونقه
__________________
(١) راجع الأزهر في ألف عام ـ ٣ أجزاء ـ تأليف محمد خفاجي.