من الشعوب ، كما اعترف بذلك المؤرخون من العرب والغرب.
وقد حمل علماء الأزهر عبء الجهاد لتحرير مصر من الاحتلال الفرنسي منذ دخل جيش نابليون أرض الوطن فاتحا. ولا ننس كذلك أن الأزهر قام بثورة ثالثة في صفر عام ١٢٢٠ ه ـ ١٨٠٥ م لانهاء النفوذ التركي من مصر ، ولكن دجالا سياسيا بارعا يتدفق في أعصابه الدم التركي استطاع بدهائه أن يحول المعركة إلى مغانم شخصية له ولأسرته التي حكمت مصر نحو قرن ونصف من الزمان.
وكان قائد الثورة المصرية الرابعة كذلك أزهريا صميما ، هو الزعيم الوطني القائد «أحمد عرابي» الذي قاد الثورة العرابية للقضاء على نفوذ المستعمرين من الأتراك والمستغلين من الإنجليز. كما كان زعيم الثورة الشعبية الخامسة أزهريا صميما هو المرحوم سعد زغلول ، الذي كان يعمل للقضاء على الاستعمار الإنجليزي وتحرير شعب مصر من أغلاله. ولا ننس كذلك أن قادة ثورة مصر الأحرار تتلمذوا على شيخ أزهري ورع زاهد متصوف كان رائدا روحيا لهم هو الشيخ محمد الأودن من علماء الأزهر المعاصرين.
الأزهر والتجديد :
ولقد تطورت البيئة الثقافية في الأزهر في العصر الحديث : بتأثير الحضارة الفكرية الغربية ، وبفضل لفيف من علمائه الأعلام الخالدين.
ومن الحق أن الأزهر منذ بدأ القرن التاسع عشر كان يتطلع إلى ثقافة الغرب وحضارته في شيء من الفتور والكراهية ، إيمانا بقومية المسلمين السياسية والفكرية والثقافية ، ولكنه لم يجحد فكرة السعي إلى النهضة ، أو الإيمان بالتطور : فسافر بعض أبنائه في بعثات حكومية إلى باريس ولندن وسواهما من عواصم الغرب ، وكان من أشهرهم رفاعة الطهطاوي.