هذا عدا ما صنع الشيخ من تقدير للكفايات العلمية ، ورعاية للبحث الثقافي الحر في داخل الأزهر ، فصنع بذلك نهضة ثقافية جديرة بالتأمل والتقدير.
الأزهر الخالد
الأزهر جامعة الإسلام العريقة ، ومنارته الهادية ، وسيظل النور متألقا منه إلى قيام الساعة. ومن عجب أن تقوم في مصر دعوة إلحادية ترمي إلى إلغاء التعليم الديني بحجة توحيد التعليم ، أوقل إلى إلغاء المعاهد الإبتدائية والثانوية الأزهرية ، والتي تمثل ثلثي بناء الأزهر العالمي ، ونحو ٨٠ في المائة من طلبة الأزهر الشريف.
ونحن نسائل هؤلاء الداعين إلى توحيد التعليم : هل ألغت فرنسا أو انجلترا أو أمريكا التعليم الديني في بلادها؟ كلا ... وهل ألغت هذه الشعوب التعليم الديني في المستعمرات التي تحكمها؟ كلا ... وهل ألغت فرنسا المعاهد الابتدائية والثانوية لجامعة الزيتونة الدينية في تونس بحجة توحيد التعليم؟ كلا ...
إن هذا الموقف الذي يقفه طه حسين من الأزهر يدلنا على سخف شديد وتفاهة واضحة. فطه حسين هو سفير فرنسا الثقافي في الشرق الأوسط ، وهو الذي تعامل عام ١٩٤٧ مع وكالة يهودية وأصدر لها مجلة الكاتب المصري ، وحشد لها الأقلام ليكونوا جميعا عمالا وأجراء لدى الوكالة اليهودية في مصر.
وفي الحق أن نقول : إن الأزهر ليس ملكا لمصر وحدها ، بل كذلك ملك للعالم الإسلامي كله ، وقد شارك العالم الاسلامي الأزهر في الدفاع عن الأزهر ومقوماته ، وأيدت الجماعات الإسلامية في كل مكان الأزهر الشريف ، وإن طه حسين الذي يثرثر في الصحف ويقول فيما يقول : إن