على المماليك ، وأجمعوا على مقاومة أمرائهم بالقوة إلى أن يستجيبوا لمطالب الشعب ، وكان قائد هذه الثورة هو الإمام الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر أيام ذاك ، وكان مجلس الثورة يعقد في الأزهر ، وأعضاؤه هم : الشيخ الشرقاوي : والشيخ البكري ، والشيخ الأمير ، والسيد عمر مكرم ، ولم تنته الثورة إلا بعد اعتذار أمراء المماليك ، وبعد أن أصدر أعضاء مجلس قيادة الثورة وثيقة وقعوا عليها وألزموا الأمراء بالتوقيع كذلك عليها ، وكانت إعلانا وطنيا جليلا لحقوق الشعب ، حيث تضمنت ما يلي :
١ ـ ألا تفرض ضريبة إلا إذا أقرها مندوبو الأمة.
٢ ـ أن ينزل الحكام على مقتضى أحكام المحاكم.
٣ ـ ألا تمتد يد ذي سلطان إلى فرد من أفراد الأمة إلا بالحق والشرع.
وعند ما دخلت الحملة الفرنسية مصر نبعت ثورة القاهرة الأولى من الأزهر الشريف عام ١٢١٣ ه ـ ١٧٩٨ م ، وكان مجلس الثورة مكونا من كبار علماء الأزهر آنذاك ؛ ورئيسه هو الشيخ السادات ؛ وكان يعقد اجتماعاته في الأزهر. وقد بطش نابليون بالثوار الأحرار ، وأغلق الأزهر ، وأعدم ثلاثة عشر عالما من أبر علمائه بوطنهم ودينهم.
وكذلك قامت ثورة القاهرة الثانية عام ١٢١٤ ه ـ ١٨٠٠ م من قلب الأزهر ، وكانت بزعامة الشيخ الأزهري والسيد الوطني عمر مكرم نقيب الأشراف في مصر ، وقد أخمدت هذه الثورة بقوة وعنف ، وقبض على زعمائها ، ونكل بهم تنكيلا شديدا.
وفي عام ١٢٢٠ ه ـ ١٨٠٥ م أعلن علماء الأزهر الثورة على الوالي التركي خورشيد باشا» ، وأجمعوا على عزله ، وكتبوا للخليفة العثماني بذلك ؛ وقد كان عمر مكرم زعيم هذه الثورة ، ولا ننسى كلمة خالدة له