جئت في صحبة المستر رادولف سالات ليقدم إليكم تحية هيئة اليونسكو جميعا مقدرين لكم جهودكم في إثارة الوعي الديني المنظم الذي يجمع ولا يفرق ، وإنه ليقدر هو والهيئة أن الأزهر أقدم جامعات العالم وهو مصدر من مصادر الإشعاع العالمي فهو جدير بالتقدير ولذا رأى أنه من الواجب عليه أن يزور الأزهر جميعا ممثلا في شخصكم».
وقال الأستاذ الأكبر للدكتور طه حسين : إننا نضع يدنا في يدك وفي يد كل محب لإعلاء شأن العقل الإنساني حتى نتمكن جميعا بيد واحدة ، وتماسك واحد ، أن نخوض غمار الحياة الحرة الرتيبة ، وأنا أعتقد أن أول من يقدر الأزهر ويقدر جهاده إنما هو هيئة اليونسكو ونعتقد أيضا أن توجيه العالم إلى الخير إنما هو إلى الأزهر .. إلى كل هيئة تنشد العلم وتسعى إلى المعرفة ومن بينها هيئة اليونسكو ، وذلك مما يركز الأمن والاستقرار في ربوع العالم ويمنع من وقوع مثل هذه المذابح الدامية التي تقع دائما صراعا بين الحق والباطل وبين الحرية والاستعباد وأنا أرى أنه لا يصح أن تقف الهيئات العالمية على حد البحث العلمي الجامد ، وإنما يجب عليها أن تعمل دائما لتوطيد أركان الأمن وتركيز السلام ، فإنه لا يجوز أن نستخدم النعم التي أنعم الله بها علينا من عقول مفكرة وآراء سديدة وقوة في الإدراك ، لا يجوز أن نستغل هذه أو نوجهها إلى الشر وإلى إثارة الخواطر وتحطيم القوى ، وذلك كله إنما يكون عن طريق التعارف الذي يبعث على الحب والتآلف فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ...
ثم التفت الأستاذ الأكبر إلى الدكتور طه حسين وقال :
لعلكم تذكرون يا أخي الدكتور أن الأزهر خطا خطوة واسعة في سبيل التقريب بين المذاهب جميعا ، خطا هذه الخطوة حتى في التقريب بين أهل السنة والشيعة ، وكلية الشريعة الآن تدرس الفقه المقارن بين المذاهب الأربعة وبين غيرها من المذاهب الأخرى ، وأنا حريص على أن يعرف