الطلاب ويدرك العلماء الأصول ويقدروا المراجع ، وأنا شخصيا أرى ذلك .. أي ليس في الدين ما يلزم بمذهب معين ، فكل الأئمة صح عنهم «إذا صح الحديث فهو مذهبي» وأنا حريص على أن يكون مرجعنا الكتاب والسنة نستقى منهما ونأخذ عنهما وننهل من منهلهما العذب ، على أن كل ما يخالف هذا الأصل ويخالف الكتاب والسنة نرده ولا نقبله ، وأبو حنيفة يا دكتور يقول : إن من لم يعرف من أين أتينا برأينا لا يصح أن يقلدنا ، ولقد سمعنا في أوقات كثيرة أن ابن تيمية ضال مضل ونفر المرجفون الناس من مذهبه ولكن تكشف لهم الأمر فعرفوا أنه هاد ومهد.
ثم تطرق الحديث إلى الذكريات .. فسأل الأستاذ الأكبر الدكتور طه حسين : أتذكر يا دكتور الموضوع الذي أسقطوك فيه في الشهادة العالمية؟
فأجاب الدكتور طه : نعم ، أنه المطلق والمقيد.
ثم سأله الأستاذ الأكبر : كم سنة قضيتها في الأزهر؟
قال الدكتور طه : أنا دخلت الأزهر سنة ١٩٠٢ ، وتركته سنة ١٩١٢ ، وبقيت فيه عشر سنوات ، أنا أحب الأزهر وأؤمن بأنه المشعل القوي والقوي جدا الذي ينير للعالم الطريق المستقيم ، وأحب فيه العلم والمعرفة وأكره التزمت ، أنا أذكر يا فضيلة الشيخ يوم إن كنت طالبا وكان معي ثلاثة من الزملاء وكنت أحضر النحو على الشيخ أبو النجا وكنت حريصا على النقاش العلمي ولكن ذلك الشيخ لم يعجبه ذلك وكأنني قد أفرطت في النقاش فطردنا من الدرس وأقسم ألا يدرس ونحن في الفصل فامتثلنا وتركناه ورحنا نحضر على الشيخ عبد المعطي الشرشيمي في زاوية العميان ، وكان ما كان ..
ثم عاد الدكتور حسين بالذكريات إلى الماضي البعيد فقال موجها حديثه إلى الأستاذ الأكبر : أتذكر فضيلتكم يوم أن جلسنا سويا أنا وفضيلتكم والأستاذ علي عبد الرازق وأخذنا نبحث فيما يجب علينا أن نقدمه لخدمة