نوفمبر من هذا العام ، حيث تآمرت انجلترا وفرنسا ومعهما عدوتنا إسرائيل التي يحركها الإستعمار كما يشاء ، وغزوا بقواتهم منطقة سينا ، ثم انهالت الطائرات والقنابل تدمر مدن مصر ومنشآتها وفق ما يشاء الأعداء ، وصمدت مصر والمصريون صمود الأبطال.
وقامت المعركة في بور سعيد ، هذه المعركة الخالدة التي كتب فيها المصريون أروع الصفحات طول عصور تاريخهم المجيد ، والتي سار فيها القتال من شارع إلى شارع ، ومن منزل إلى منزل ، ووقف جيش مصر وشعبها في بور سعيد يصدون العدوان ، ويقامون جنود الامبراطورتين العجوزتين ومعهم جنود إسرائيل من مجرمي الحرب ، ومن الهابطين من الجو ، والصاعدين من البحر. وتتبع الوطن المصري أنباء القتال أولا بأول ؛ وساعة بساعة ، ووقفوا حول المذياع يسمعون وصف المعركة. وينصتون لأنبائها ، يزدهيهم الفخر والكبرياء والمجد والعظمة لبطولة جيشهم النادرة ، وعظمة الشعب المصري الكامنة المتوارثة خلال الأحقاب والأجيال ، وكأن مجرمي الحرب إيدن وموليه أرادا أن ينتقمان من مصر لتأميمها قناة السويس في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ فرصدوا لها الأساطيل الجيوش والطائرات.
ولكن مجرم الحرب إيدن ، ومجرم الحرب موليه ، ومعهما تابعهما بن غوريون هزموا وانتصرت مصر في معركة بور سعيد وقاوم المصريون في أرض المعركة وثبتوا ثبات الجبال ، واحتمى إيدن وموليه بقرار هيئة الأمم المتحدة الذي نص على وجوب وقف القتال في الساعة الثانية صباح الأربعاء ٧ نوفمبر عام ١٩٥٦.
وهل أنسى الأسبوع الأول للحرب ، وكانت غارات طائرات الأعداء مستمرة على القاهرة كل دقيقة ، حيث لا يجد أحد متنفسا يأخذ فيه لحظة هادئة متمتعا بنعمة الأمن والتفكير والتحرر من الخوف ، وكنا في القاهرة