البرابرة الغزاة أن أرض مصر حرام على المستعمرين ، وأنها أمنع من العقاب ، ما دام شباب مصر وشيوخها حريصين على أن يفتدوها بالمهج والأرواح.
يا وطني : لقد وقفت خلال عصور التاريخ ضد الغزاة الفاتحين مقاتلا باسلا ، ومحاربا صلبا ، فطردت الهكسوس والفرس واليونان والرومان من أرضك ، وطردت الصليبيين والتتار من ثراك الطاهر ، وأقمت بسواعد أبنائك حضارات مشرقة ، وامبراطوريات مصرية ضخمة انحنى لها التاريخ ، وهتف بذكرها الزمان.
يا وطني : بيد أحمد ورمسيس ، وبيد عمرو بن العاص وصلاح الدين ، وبيبرس وبرقوق ، وعرابي وجمال : رفعت أعرق لواء ، وأمجد راية ، وأرفع شعار للحرية والمجد والعظمة والجلال والقوة.
يا وطني : إن الامبراطورية المصرية في عهد عمرو بن العاص وخلفائه ، ثم عهد المعز وذريته ، ثم في عهد صلاح الدين الأيوبي وسلالته ، ثم في عهد المماليك ، ثم في القرن التاسع عشر : كانت من أعظم الأعمال في التاريخ ، وكانت رمزا وعزة ومنارة للإسلام والمسلمين ، وكهفا تأوي إليه الحضارة والثقافة الإسلامية.
يا وطني الخالد : لقد وقف الإنجليز في القرنين التاسع عشر والعشرين لنهضتك وحريتك ومجدك بالمرصاد ، فقضوا على الأسطول المصري في نافارين ، وقضوا على الجيش المصري وحرموه ثمرة انتصاراته الحربية العظيمة في عهد محمد علي ، ونهبوا امبراطورية مصر بسياسة الخداع والتضليل ، ثم صفوا بقاياها في عهد إسماعيل ، ثم ورثوها في عهد توفيق بعد الاحتلال ، ولكنهم وشرفك وكفاح أبنائك ونضال شعبك الحر