والكتاب كما يراه كثير من الناقدين مجهودا علميا إنسانيا ، فلا غرابة إذا أخذ نصيبه من ثناء المنصفين!! ... ويقول زميله د. رجب البيومي عنه :
رجعت بذاكرتي إلى الوراء ، أيام كنت طالبا بالنسة الأولى بمعهد دمياط الديني ، وقد سبقني في التخرج فيه زميلي أحمد الشرباصي ، تاركا خلفه ثناء مستطابا ، تفيض به ألسنة المدرسين في المعهد ، وآراء الأدباء ، خارج الدراسة ، من أندية السمر ، ونزهات الراحة ، ودهشت كثيرا حين علمت أن الطالب المتخرج في المعهد الابتدائي قد أصدر كتابا أدبيا في موضوع توجيهي تحت عنوان : «حركة الكشف» ، ولم يكن الكتاب مقالات متناثرة في موضوعات متفرقة ، تزدحم بها الأساليب الإنشائية والخيالات البعيدة. كما نلاحظ دائما في إنتاج الشداة من الناشئين ، والطامحين من المراهقين ؛ ولكنه كان كتابا هادفا يسعى إلى غرض ، ويدور حول فكرة ، فاجتمعت له الأصالة والجدة مع التوجيه الدافع ، والحرص الغيور ، ..
وقد انتقل الإعجاب بهذا الكتاب إلى الدوائر الأدبية في القاهرة ، فأفردت له مجلة الرسالة (عدد ١٠ يناير سنة ١٩٣٨) صفحة خاصة تحدث فيها الأستاذ محمد سعيد العريان عن الكتاب وصاحبه ، فقال فيما قال :
«ها هو ذا أزهري فتي يضرب المثل لإخوانه الأزهريين في الفتوة الرحيمة ، التي تعمل للإنسانية ... يا له من فتى متمرد ؛ لا ... لا تسموه متمردا ، إنه يعرف ما عليه من تبعات الرجولة في غد ، فأعد للغد عدته ، فلا عليه إن كان هو وحده الفتى الكشاف من الأزهر الكبير وروافده .. إني لفخور به»!! ...
وأخذنا حينئذ نطالع مقالات أسبوعية يفاجئنا بها الشرباصي في مجلات مختلفة ، وكان عجيبا أن تصدر «السياسة الاسبوعية» (في ٩ يوليو