سنة ١٩٣٩) عددا خاصا عن ذكرى الإمام محمد عبده ، يتحدث به منصور فهمي وجاد المولى وأمين الخولي ومحرم والجارم وغيرهم من أدباء الصف الأول ، ثم يكون للفتى الناشىء بهذا العدد مقالان اثنان لا مقال واحد (ص ١٨ ، وص ٣٠).
شيء رائع حقا ، ونشاط حميد مشكور دفع بالأستاذ فليكس فارس ـ وهو يومئذ في طليعة كتاب الرسالة الشيوخ ـ أن يسجل تقديره في تقريظ مشجع يقول فيه (الرسالة ، عدد ٦ فبراير سنة ١٩٣٩) :
«إن المؤلف يذهب في محاولته ذهاب من رسخت عقيدته متعالية عن تردد المحاولين ، وإن العبقرية العربية تنتبه في هذا الجيل الذي سيقدم ليحل محلنا على الذروة نحن النازلين منها إلى الأغوار. لقد ولدت اقلامنا أقلاما خيرا منها».
وثناء فواح كهذا الثناء تعبق به مجلة الرسالة الارستقراطية جدير بالتقدير والاعتبار ...
مضت الأيام والشرباصي لا يني عن رسالته الأدبية ، بل يزاحم الأدباء إنتاجا وتأليفا على طراءة العمر ولدونة اليفاع ، وكان لا بد لهذا النشاط المتوثب أن يخرج للناس كتابا ثالثا تحت عنوان : «بين صديقين» ؛ وكان لا بد لجمهرة المنصفين من الأدباء أن يسابقوا إلى تكريمه وتشجيعه ، فهيأت جمعية الشبان المسلمين ساحتها مساء الأربعاء ٢٨ نوفمبر سنة ١٩٤٠ م لحفلة تكريمية ساهرة خطب بها كبار الأساتذة ونوابغ الأدباء ، وقد أظهر الوفاء دلائله الصادقة في نفوس كريمة تحتفل بالنشاط الدائب ، وتبارك الجهد الموصول ؛ وأنت تدرك كفاح الكاتب الناشىء حين تسمع زميله الأستاذ محمد فهمي عبد اللطيف يتحدث عنه ، فيقول (١) :
__________________
(١) كتاب تكريم الشباب ، ص ٢٣.