فهو من سلالة عربية عريقة ، ارخ لها في كتابه «بنو خفاجة وتاريخهم السياسى والأدبي» ، والخفاجيون قبيلة عربية حجازية كبيرة نشأت في العصر الجاهلي وزاد نفوذها وهم من العقيليين العامريين القيميين ، وقد تعددت فروع القبيلة بعد الإسلام وهاجرت سلالات منها إلى الشام ومصر والعراق والمغرب والأندلس ، ومنهم أعلام خالدون في كل مكان ، ولا ننسى الشاعر الأموي توبة الخفاجي للعربي الحجازي ، والأمير ابن سنان الخفاجي الحلبي المتوفى عام ٤٦٦ ه ، والشهاب الخفاجي المصري المتوفى عام ١٠٦٩ ه ، وابن خفاجة الأندلسي المشبور ، وغيرهم.
ومن الخفاجيين أسر حاكمة في حلب في القرن الخامس الهجري ، وفي العراق في القرن الرابع إلى السابع الهجري ، وكانت ولاياتهم في الناصرية بقرب الكوفة وكان يتولاها منهم بعد أمير ، وكانوا في شبه استقلال داخلي عن الخلافة العباسية.
إن هذا الماضي العريق يحمله الخفاجي في قلبه ودمه وأعصابه ويقف مزودا منه بإيمان راسخ ، وعبقرية حادة وقوة ضخمة تعاوند على كفاحه في الحية.
وحفظ الخفاجي القرآن الكريم وتعلم مبادىء وأطرافا من الثقافة الأولى في مكتب القرية أو المدرسة الأولى التي كان يتعلم فيها الشباب في ريف مصر إلى عهد قريب.
وفي عام ١٩٢٧ رحل إلى مدينة الزقازيق يتلقى ثقافته الابتدائية والثانوية في معهدها الكبير ، الذي تخرج منه عام ١٩٣٦ ، وبين هذين التاريخين قصة كفاح طويل.
ومن أهم ما ظهر على الخفاجي في هذه الفترة الاتجاه الوطني الذي دفعه إلى الكفاح في سبيل وطنه في الأزمات السياسية التي مرت بمصر منذ عام ١٩٣٤ ، وكان رئيس اتحاد طلبة أبناء الشرقية في مدينة الزقازيق ، وكان