حماية الشخصية المصرية خاصة والشرقية عامة والإسلامية جملة .. وقد كتب حول هذه المعاني وما إليها ما دفعته مطبعة الأزهر نفسه ، في ذلك الحين ، إلى أيدي القراء وخزائن الكتب تحت عنوان : رسالة الأزهر في القرن العشرين ، وفيه أن رسالة الأزهر الاجتماعية إنما هي : حماية الروح القومية لمصر والشرق الإسلامي. جماعة عاقلة. متبصرة متدينة لا تقف عند القشور ولا تعني بالتافه. وفي سبيل هذه الحماية يحتفظ هو لنفسه بالطابع المصري الإسلامي. ثم الشرقي. النافع ، الذي لا يعوق الحياة في تجددها ونشاطها العمل. مقدرا نواميس الاجتماع. وقوانين الحياة غير واقف في طريق شيء من ذلك. أو معارض إلا على أساس من النظر البعيد. والوزن الدقيق. أذاع الأزهر الحديث هذه الرسالة الاجتماعية على الناس شرقا وغربا. والأزهريون بالأمس. يعرفون العالم بأنه : العاكف على دينه العارف بحال قومه .. وللأزهر صحافة غنية راتبة. فما الذي كان من بحث تفاصيل هذه الرسالة الاجتماعية؟ وما الذي درس من اتجاه التطور الاجتماعي. والتجدد الدائم للحياة المصرية. والنشاط العملي لها؟ أما أنا فلا أعرف من ذلك شيئا. ولعل غيري يهديني إلى شيء من هذا التعرف للواجب الاجتماعي على الأزهر لحياة الأمة التي ساير حياتها ألف عام.
وفي المقالة الثانية التي نشرت في أول مايو ١٩٥٢ عن «الأزهر في حياة مصر الدينية» ذكر أن الأزهر هو الذي يحمي إحساس مصر ، والشرق الإسلامي بذاتهما إحساسا قويا واضحا ، وهو الذي يحمي روح مصر والشرق الإسلامي الخاصة ، وهو الذي يحمي الذوق المصري الشرقي ، الصالح ، ويحييه. وهو الذي يحمي الفضائل العملية المصرية والشرقية ، ويغري الناس بها ، وهو الذي يحمي العادات المصرية الشرقية الصالحة للبقاء ، ويقف بها في وجه العادات الغربية التي لا تلائم البيئة المصرية والشرقية ، وهو الذي ينظلأ فيما تقتبسه الحياة من جديد ، ويتدخل في هذا الاقتباس ، بتعقل ولباقة ، ليقاوم الضار منه ، على ضوء الهدى الإسلامي ،