والإرشاد ، لأنها ظنت أن علماء الأزهر غير قادرين على تأدية هذه المهمة.
وكان لهذه المدرسة مخصصات في ميزانية ١٩٢٨. فتدخل الشيخ متعللا بأنه في الإمكان الاستغناء عن تلك المدرسة بعد إصلاح الأزهر ، وكان بالفعل قد سار شوطا في هذا المجال. فكتب مذكرته الإصلاحية الشهيرة ـ والتي تعتبر بحق دستور الإصلاح في الأزهر الحديث ـ ضمنها آراءه وأفكاره وخلاصة تجاربه ، وأهم ما جاء فيها تقسيم القسم العالي بالأزهر إلى كليات ثلاث : كلية أصول الدين والشريعة واللغة العربية وإنشاء قسم للدراسات العليا يسمى تخصص المادة ، ثم بعض المواد في كيفية ادارة الأزهر.
وانقسم الأزهر أمام تلك الآراء إلى قسمين : مؤيد ومعارض ، وقف الملك فؤاد بجانب الفريق المعارض ، للخلاف الناشىء بينه وبين المراغي في بعض مواد القانون فقدم استقالته من مشيخة الأزهر ، وبالرغم من قصر المدة التي قضاها وهي لا تتعدى أربعة عشر شهرا ، إلا أنها كانت فترة حافلة بآثارها ونتائجها. فقد كان لآرائه وقع كبير في نفوس كل من العلماء وطلبة الأزهر ، يدل على ذلك أن قام الأزهريون عن بكرة أبيهم شيوخا وطلابا في مظاهرة من العنف والشدة ومن ورائهم الأمة جمعاء ، وليس لهم من مطلب سوى عودة الشيخ إلى الأزهر ليواصل المسيرة الإصلاحية ، فرضخ المسئولون وعلى رأسهم الملك لمطلب الشعب وعاد الشيخ إلى الأزهر.
فسكنت نفوس الأزهريين وأرادوا التعبير عن ولائهم له والسرور بعودته فأقاموا لتلك المناسبة حفلا لتكريمه بأرض المعرض الزراعي احتشد فيه أكثر من ثلاثين ألف رجل من جميع فئات الشعب ، وحضره بعض الأمراء ورجال الفكر والسياسة في العالم.
وقد صدرت الصحف صباح الحفل تشيد بنظامه ومما ألقى فيه من خطب وقصائد وتهنىء الشيخ وتغبطه على مقامه في الأزهر وفي الأمة حتى