ويقول في مقدمته : لما رأيت العلوم في يد الامتهان ، وميدانها قد عطل من الرهان ، وبواترها قد صدئت في أغمادها ، وشعلها قد خمدت برمادها ، عن لي أن أجمع هذه المقامة تحفة لكل أديب. وجعلتها ذكرى حبيب ، وهي وإن كانت جزءا صغيرا وشيئا يسيرا ، إلا أنه يرى على ما رواه تحت برديه ، ويروي ظمأ كل وارد عليه ، قطف من أزاهير الفنون كل مشموم بهي ، وجمع من ثمار العلوم كل مطعوم شهي ، وتحلى بفرائد العلوم الأدبية ، وتجلى بنفائس الفنون الشرعية والعقلية ، مع التحيل بأجمل حيلة على جمع فرائد الفوائد الجليلة في الأوراق القليلة ، بشيء يحسن فيه جمع المتفرقات وإن كانت غير متناسبات ، وتتألف به العلوم الشاردات وإن كانت متنافرات غير متوافقات .. وقد افتتحته بالعلوم الشرعية ؛ وثنيته بالفنون العددية ، وثلثته بالعلوم العربية ثم الفنون العقلية حتى فاقت على السبعين».
والجزء الموجود عندي يحتوي على ثلاثة عشر فنا من الفنون الشرعية ، وسأوالي البحث عن باقي هذا الأثر الثمين ، ولعلي أجده بفضل الله.
٤ ـ كتاب «جواهر الكلم في منظوم الأمثال والحكم» من جمع وتأليف نافع الخفاجي التلباني» ، وهو كتاب ضخم جدا ويقول فيه في مقدمته :
«قد جمعت في هذا الكتاب فصولا جامعة لحكم منظومة ونوادر مأثورة معلومة صدرت من كلام من تقدم من العلماء والخطباء وسلف من البلغاء والحكماء ممن أشرقت بأسمائهم صفحات الزمان وطلعت من أقمار سماء الإحسان ، فأخذت بمجامع الأفكار وعمرت بها مشاهد التذكار ، فصارت أنسا للسمار ونزعة للأسماع والأبصار وقد أثبت منها في هذا الكتاب مارق وراق وشحنت به الصحائف والأوراق من حكم مرفوعة وأمثال موضوعة» ،