ونشرها بين الناس ، وأن ينشىء الجمعيات الدينية التي تسهم بنشاط في نواحي المجتمع ومرافق الأمة ، وعلى الأزهر أن يهضم الثقافة الإسلامية القديمة ، ويحيلها غذاء عقليا جديدا بأسلوب يتفق وروح العصر والزمن ، إن الأزهر داعية للدين والخير .. فعليه أن ينهض بالعبء ويحمل الرسالة ، ويؤدي الأمانة. وأن يرشد الناس من جديد إلى كل ما في الدين من حق وخير وجمال.
والتصوف والسمو الروحي في الإسلام جدير بتأمله ودراسته وإذاعته بين الناس ، ليفهموا رسالة الروحية الحقة ، والسلام الأبدي ، والطمأنينة النفسية العميقة ، التي هي «الطب الروحي» و «العلاج النفسي» الصحيح ، الذي سبق بالكشف عنه فلاسفة الإسلام ومتصوفوه منذ أجيال مديدة في تاريخ الحياة.
الأزهري كما ينبغي أن يكون
كتب الأستاذ الأكبر المرحوم محمد مصطفى المراغي حول هذا الموضوع يقول :
أول ما يجب أن يكون عليه الأزهري : هو المحافظة على الشعائر الإسلامية محافظة تامة بحيث لا يقصر في شيء منها ، ولا يمكن غيره من الاحتفاظ عليه بزلة ، حتى يكون قدوة بعمله لا بقوله فحسب ، والقدوة العملية تترك في النفوس أثرا صالحا ، تؤثر فيها ما لا تؤثره الأقوال ، والشعائر الدينية في جملتها من أكبر الوسائل لطمأنينة النفس والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، وهي التي توجد الصلة بين العبد وربه ، وتقوي صلات الأفراد ، وتحسن حال الجماعات ، ويصاحب هذا ملازمة الأخلاق النبوية ، والتبصر في هدى القرآن والسنة ، ومجاهدة النفس ورياضتها على احتمال الأذى والمكروه في سبيل العمل بالأخلاق الدينية وأداء الشعائر الإسلامية ،