فوافق على ذلك بعض العلماء ، وثار آخرون على هذا الفيلم الذي تعرض فيه للصحابة على الشاشة البيضاء ، ومنهم المرحوم الشيخ محمود الغمراوي عضو جماعة كبار العلماء الذي كتب في الأهرام يوم ١٠ / ٨ / ١٩٥٠ يقول :
قرأت ما أملاه الدكتور طه حسين وزير المعارف على مندوب الأهرام جوابا عن سؤاله الخاص بوضع سيادته سيناريو عن الدين الإسلامي عند ظهوره ، وقد جاء فيما أملاه الدكتور علي المندوب أنه أصدر في شهر يناير الماضي كتابا عنوانه «الوعد الحق» وإن هذا الكتاب يصور الاضطهاد الذي لقيه المسلمون عند ظهور الإسلام ، وكيف ثبت المسلمون لهذا الاضطهاد وصبروا عليه وانتصروا على الذين كانوا يضطهدونهم. وإن هذا الكتاب ظهر وتلقاه القراء لقاء حسنا ، ثم قص ما عرضه عليه الأستاذ عز الدين من رجائه للدكتور أن يأذن له في أن يستقي من هذا الكتاب سيناريو لفيلم سينمائي ، فاستغرب الدكتور الأمر واستبعد أن يكون تحقيقه ممكنا ولكنه لما كلمه فيه مرة ومرة اقتنع بإمكان ذلك ، وطلب إليه أن يستأذن من رجال الدين شيخين عينهما ، فلما جاءه منهما كتابان أذنا فيهما بهذا العمل وأظهر استحسانا شديدا له ، أخذ الدكتور في مراجعة السيناريو الذي كان قد وضعه المخرج ، وانتهيا أخيرا إلى إقراره بعد جهد طويل.
تلك هي قصة وضع ذلك السيناريو الذي اعتزم الدكتور طه حسين أن يبرز به المسلمين وخلفاءه الراشدين وأصحابه الأبرار المجاهدين مصورين في فيلم سينمائي ، فيزلزل إيمان العامة ، ويفتن جماهير المسلمين إذ يكون النظارة من الدهماء وغيرهم عند عرض هذا الفيلم عليهم بين أمرين لا ثالث لهما : فإما أن يستقبلوه كعادتهم عند عرض ما يستغرب عليهم فيتلقوه بالصفير والنعير ، ولازمة ذلك الإستهزاء والتحقير وذلك هو الإثم البواح والكفر الصراح.