السلطان أيام صغره دخلا على ملك الهند ، وقالا له : يا خوند عالم ، هذا السلطان طرمشيرين قد وصل وصح أنه هو ، وهاهنا من قومه نحو أربعين ألفا (٦٤) وولده وصهره أرأيت إن اجتمعوا عليه ما يكون من العمل؟! فوقع هذا الكلام بموقع منه عظيم ، وأمر أن يوتي بطرمشيرين معجّلا ، فلما دخل عليه أمر بالخدمة كسائر الواردين ولم يعظم ، وقال له السلطان : يا ماذر كاني ، وهي شتمة قبيحة ، كيف تكذب وتقول إنك طرمشيرين وطرمشيرين قد قتل ، وهذا خادم تربته عندنا ، والله لولا المعرة لقتلتك! ولكن أعطوه خمسة آلاف دينار وأذهبوا به إلى دار بشاي أغل واخته ولدي طرمشيرين ، وقولوا لهم إن هذا الكاذب يزعم أنه والدكم فدخل عليهم فعرفوه وبات عندهم ، والحرّاس يحرسونه ، وأخرج بالغد وخافوا أن يهلكوا بسببه فأنكروه ونفي عن بلاد الهند والسند ، فسلك طريق كيج ومكران ، وأهل البلاد يكرمونه ويضيفونه ويهادونه ، ووصل إلى شيراز فأكرمه سلطانها أبو إسحاق وأجرى له كفايته.
ولما دخلت عند وصولي من الهند إلى مدينة شيراز ذكر لي أنه باق بها وأردت لقاءه ولم أفعل لأنه كان في دار لا يدخل إليه أحد إلا بإذن من السلطان أبي إسحاق فخفت ممّا يتوقّع بسبب ذلك ثم ندمت على عدم لقائه!!
رجع الحديث إلى بوزن
وذلك أنه لما ملك ضيّق على المسلمين وظلم الرعية وأباح للنّصارى واليهود عمارة كنائسهم ، فضجّ المسلمون من ذلك وتربصوا به الدوائر واتصل خبره بخليل بن السلطان اليسور المهزوم على خراسان (٦٥) فقصد ملك هراة وهو السلطان حسين بن السلطان غياث
__________________
(٦٤) يذكر أن طرمشيرين بعث بعدد من الرؤساء المغول مع طائفة من اتباعهم للدخول في خدمة السلطان محمد بن تغلق ، وهناك رواية تقول ان طرمشيرين اجتاح الهند وفرض على السلطان محمد تغلق اتفاقية سلام مشينة!
(٦٥) ينحدر (اليسوور)(yasavur) من جغتاي ، لم يكن أبدا سلطانا ، انضم إلى الصراع بين آل جغتاي وبين الإيلخان ، اجتاح خراسان في مرتين متواليتين عام ٧١٤ ـ ١٣١٤ وعام ٧١٩ ـ ١٣١٩ وقتل عام ٧٢٠ ـ ١٣٢٠. ولم يعرف له غير ولد وحيد قازغان الذي ملك من عام ٧٤٣ ـ ١٣٤٣ إلى عام ٧٤٦ ـ ١٣٤٦ ـ على العكس من هذا فإن خليل المذكور هنا معروف على أنه درويش تركي ، ويزعم أنه أحد المنحدرين من جنكيز خان ، ورئيس روحي لبهاء الدين النقشبندي ٧١٨ ـ ٧٩١ ـ ١٣١٨ ـ ١٣٨٩ مؤسس الطريقة الصوفية التي تحمل اسمه. هذا وتوجد قطع من العملة التي ضربت باسمه بتاريخ ٧٤٢ ـ ٧٤٤ ـ ١٣٤٢ و ١٣٤٤. كان عليه أن يظهر أثناء الفراغ السياسي الموجود فيما وراء النهر بعد وفاة تشينگسى (tchengshi) وانسحاب أخيه يسّن (yisen) تيمور ٧٣٨ ـ ٧٤٠ ـ ١٣٣٨ ـ ١٣٤٠ في المالق ـ بارتولد : تركستان ص ٥٩٥ تعليق ٢٣٥.