يزيد البسطامي (١٣٤) الشهير رضياللهعنه ، وبهذه المدينة قبره ومعه في قبة واحدة أحد أولاد جعفر الصادق (١٣٥) رضياللهعنه ، وببسطام أيضا قبر الشيخ الصالح الولي أبي الحسن الخرقاني.
وكان (١٣٦) نزولي من هذه المدينة بزاوية الشيخ أبي زيد البسطامي ، رضياللهعنه ثم سافرت من هذه المدينة على طريق هند خير (١٣٧) إلى قندوس (١٣٨) وبغلان (١٣٩) ، وهي
__________________
(١٣٤) يعرف البسطامي تحت اسم بايزيد ، وهو من أشهر رحال التصوّف في الإسلام يوجد على رأس لائحة الملامتية وقد توفي في سنة ٢٦٠ ـ ٨٧٤ ، ضريحه مشهور ومقصود ، وهو الذي سئل : أيعصي العارف؟ فأجاب : وكان أمر الله قدرا مقدروا! يعني أن معصيتهم بحكم القدر النافذ فيهم!! ابن عربي : الفتوحات المكية ج III ص ٤١٠ طبع الهيأة المصرية العامة للكتاب ١٩٧٤. تصدير د. ابراهيم مدكور.
(١٣٥) هذا مما استأثر بذكره الرحالة المغربي بيد أن عددا من أضرحة أبناء الأئمة التي تحمل اسم إمام زاده توجد متناثرة في إيران ، ومن بينها ضريح محمد ابن جعفر الصادق الامام السادس الذي يوجد في جرجان شمال بسطام.
(١٣٦) يعتبر أبو الحسن الخرقاني گوارث روحي للشيخ البسطامي ، وقد أدركه أجله سنة ٤٢٥ ـ ١٠٣٤.
(١٣٧) يعقّب على ابن بطوطة هنا أنه أولا كأنما قام بأخذ طائرة مروحية من بسطام ، ليجد نفسه في قندوس وبغلان!! انظر الخريطة ... وهكذا يلاحظ السفير خليلي في : كتابه (ابن بطوطة في أفغانستان) أولا من بسطام إلى قندوس مسافة جد طويلة ، هناك عدة مدن وقصبات في عرض الطريق لم يذكر شيئا ولو مختصرا عنها ...
ثانيا : يقول ابن بطوطة أنه وصل بغلان وقندوس عن طريق (هند خير) وهي طريق لم تكن معروفة ، وإذا ما صحت إشارة بعض المستشرقين إلى أن (هندخير) هي مدينة أندخوذ (المذكورة عند ابن حوقل ص ٣٢٣ ـ ليدن ١٨٨٢) المعروفة اليوم أندخوى : مائة ميل غرب بلخ فإننا مع ذلك نتسائل : لماذا لم يذكر ابن بطوطة شيئا عن المدن التي كانت قي طريقه غير أندخد ، وفي ظني ـ يقول خليلي ـ أن عددا من الصحائف قد سقطت من النسخ المطبوعة ..! وأقول : إن النسخ المخطوطة التي اتوفر عليها سواء منها المغربية أو الأوربية تختلف بين رسم الكلمة هند خير أو مندخى (مندخان؟) أما مختصر الرحلة للأزهري و «منتقاها» للبيلوني فقد تجنبا عبارة (على طريق هند خير)!
وفي الختام أذكّر ـ تأكيدا لما قاله خليلي من سقوط بعض الصفحات ـ بأن ابن جزي قال في آخر الرحلة «انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ ولهذا فقد يكون نقص الصفحات من صنيع ابن جزي الذي لم يتجاوز ثلاثة شهور في اختصار ما سجله ابن بطوطة قرابة ثلاثين سنة!!
ـ خليل الله خليلي : ابن بطوطة في أفغانستان ، مطبعة الجامعة ، بغداد ١٩٧١. يراجع تعليق الناشرين.d.s ... ـ د. التازي : مع ابن بطوطة في إيران.
(١٣٨) قندوس من مدن طخارستان شمال أفغانستان ، والبلدانيون القدامى لم يذكروا اسم هذه المدينة ... وكلمة قندوس مخففة أو معربة من كهندر وتعني القلعة القديمة ... مدينة تجارية ، جعلت منها زراعة القطن مدينة ذات ثروة كبيرة ، واليها تنسب الثياب القندسية التي ورد ذكرها في رحلة أبي حامد الغرناطي. ص ١١٨ يراجع التعليق ٥٦ ج ٢ ص ١٨٦.
(١٣٩) بغلان من مدن طخارستان ، والمسافة بين بغلان وقندوس هي أكثر من ثلاثين ميلا ، وقد شاهدهما الرحالة المغربي بعد تدمير جنكيز حيث وجدهما أقرب إلى القريتين منهما إلى المدينتين! ولقد اكتشفت آثار المدنيات القديمة فيها نتيجة التحريات والحفريات ...