يغسل يديه إلى المرفقين إلّا خرت خطايا يديه من أطراف أنامله ، ثم يمسح رأسه إلّا خرّت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل (١) قدميه إلى الكعبين كما أمره الله تعالى إلّا خرّت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء ، ثم يقوم فيحمد الله ، ويثني عليه الذي هو له أهل ثم يركع ركعتين إلّا خرج من ذنوبه كيوم (٢) ولدته أمّه».
فقال أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول ، أسمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ أيعطى هذا الرجل كله في مقامه؟ قال : فقال عمرو بن عبسة : يا أبا أمامة لقد كبرت سنّي ، ورقّ عظمي ، واقترب أجلي ، وما فيّ من حاجة أن أكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلىاللهعليهوسلم ، لو لم أسمعه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا مرة أو مرتين أو ثلاثة ، لقد سمعته (٣) سبع مرات أو أكثر من ذلك.
كذا في هذه الرواية ، وشدّاد إنّما يرويه عن أبي أمامة.
أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن زكريا.
أخبرنا أبو العباس الدّغولي ، نا علي بن الحسن ، نا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطّيالسي ، نا عكرمة بن عمّار.
ح وأخبرنا أبو عبد الله ، أنا أحمد ، أنا محمّد ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، وأبو حاتم مكي بن عبدان ، ومحمّد بن الحسين بن الحسن ، قالوا : أنا أحمد بن يوسف السّلمي ، أنا النّضر بن محمّد الجرشي ، نا عكرمة بن عمّار ، نا شدّاد بن عبد الله أبو عمّار ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي أمامة ـ قال عكرمة : ولقد لقي شدّاد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسا إلى الشام واثنى عليه فضلا وخيرا عن أبي أمامة ـ قال :
قال عمرو بن عبسة : كنت وأنا في الجاهلية أظنّ أنّ الناس على ضلالة ، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان قال : وسمعت رجلا بمكة يخبر أخبارا ، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه ، فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مستخفيا جرآء عليه قومه ، فانطلقت حتى دخلت عليه مكة ، فقلت له : ما أنت؟ قال : «أنا نبيّ» ، قلت : وما نبيّ؟ قال : «أرسلني الله» ، قلت : بأي شيء
__________________
(١) الأصل وم : بعد ، والمثبت عن المسند.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المسند : كهيئته يوم ولدته أمه.
(٣) الأصل وم : سمعت ، والمثبت عن المسند.