الله صلىاللهعليهوسلم فلم أسل بالدنيا ، وصحبت أبا بكر ، فلم آتيك بالدنيا ، وصحبت عمر وشرّ أيامي يوم لقيت عمر ، وجعل يبكي ، فقالت امرأته من ناحية البيت : لا تبك يا عمير ، ضعها حيث شئت ، قال : فاطرحي إليّ بعض خلقانك قال : فاطّرحت إليه بعض خلقانها ، فصرّ الدنانير (١) أربعة وخمسة وستة ، فقسمها بين الفقراء ، وابن السبيل حتى قسمها كلّها.
ثم قدم حبيب على عمر فأخبره الخبر ، قال : ما فعلت بالدنانير ، قال : فرّقها كلها ، قال : فلعل على أخي دين ، قال : فاكتبوا إليه حتى يقبل إلينا ، قال : فقدم عمير على عمر ، فسأله ، فقال له : يا عمير ما فعلت الدنانير؟ قال : قدّمتها لنفسي وأقرضتها ربي ، وما كنت أحبّ أن يعلم بها أحد ، قال : يا عبد الله بن عمر ، قم فأرحل له راحلة من تمر الصدقة فأعطها عميرا ، وهات ثوبين فنكسوهما إياه ، قال عمير : أما الثوبين فنقبلهما وأما التّمر فلا حاجة لي فيه ، إنّي تركت عند أهلي صاعا من تمر ، وهو يبلغهم إلى يوم ما. قال : فانصرف عمير إلى منزله ، فلم يلبث إلّا قليلا حتى ظعن في جنازته ، فبلغ ذلك عمر فقال : رحم الله عميرا ، ثم قال لأصحابه : تمنّوا ، فتمنّى كلّ رجل أمنية ، قال عمر : ولكنّي أتمنى أن يكون رجال مثل عمير فأستعين بهم على أمور المسلمين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال :
زهّاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشدّاد بن أوس ، وعمير بن سعد ، وقد كان عمر بن الخطّاب ولّاه حمص.
٥٤٣٢ ـ عمير بن سعيد
ـ ويقال ابن سعد ـ
المازني البصري
قدم على عمر بن عبد العزيز مع أبيه حين شكي (٢) إلى عمر فعزله عن ولاية عمان.
تقدم ذكر وفوده في ترجمة خليد بن سعوة (٣).
__________________
(١) بالأصل : «بعض حلفائه فاقض الدينار بين» والتصويب عن م.
(٢) كان سعد ، ويقال سعيد بن مسعود ، وهو والي عمان قد وثب على خليد بن سعوة فضربه مائة سوط في سبب ناقة طلبها منه فأبى خليد أن يعطيه إياها.
(٣) راجع ترجمة خليد بن سعوة في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ١٧ / ٢٩ رقم ٢٠١١.