جعفر بن رجاء اليربوعي الكوفي ، قالا : أنا محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن الحسني ، أنا محمّد بن عبد الله الشيباني ، حدّثني عمرو بن عاصم (١) الإمام بصور ، نا وزير بن القاسم الجبيلي ـ بجبيل ـ نا محمّد ـ يعني ابن المبارك الصوري ـ حدّثني إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن الحكم بن عتيبة (٢) ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ـ قال : يعني إسماعيل بن عياش ، وحدّثني ابن جريج عن عطاء وأبي الزبير ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، عن جابر بن عبد الله أنه حدّثهم قال :
عطش الناس وهم بالحديبية حتى كادت أن تقطع أعناقهم من شدّة العطش ، ففزعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقالوا : هلكنا يا رسول الله ، هلكنا ، قال : «كلا ، لن تهلكوا وأنا فيكم» ثم أدخل يده في تور (٣) كان بين يديه ، فيه قريب من مدّ ، ففرّج فيه أصابعه.
قال جابر : فو الذي أكرمه بنبوته ، لرأيت الماء يفور من بين أصابعه كالعيون التي تجري ، فقال : «حيّ ، بسم الله».
قال جابر : فشربنا وسقينا الرّكاب ، ثم عمدنا إلى المزاد والقرب ، فملأناها حتى صدرنا ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : «أشهد أن لا إله الله ، وأنّي نبيّ الله ورسوله ، لا يقولها عبد يصدق قلبه ولسانه إلّا دخل الجنة» [١٠٠٦٧].
قال عطاء : فسأله عبد الله بن أبي عمّار فقال : يا أبا عبد الله ، كم كنتم يومئذ؟ قال : أربع عشرة مائة ، ولو شهد ذلك اليوم أهل منى لوسعهم وكفاهم.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سألت عمرو بن عاصم بن يحيى الصوري فقال لي : ولدت سنة تسع وثلاثين ومائتين.
٥٣٨٠ ـ عمرو بن عثمان بن صالح
ابن ميمون بن الأخضر بن الحارث
ابن أخي عمرو بن عبسة (٤) السّلمي
حكى شيئا من أمر أبي العميطر (٥).
__________________
(١) في م : عصيم ، تصحيف.
(٢) الأصل وم : عيينة ، تصحيف.
(٣) الأصل وم : ثور ، تصحيف.
(٤) الأصل : «عنبسة» وفي م : «عيينة» وكلاهما تصحيف والصواب ما أثبت ، تقدمت ترجمته قريبا.
(٥) أبو العميطر ، واسمه علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد ، أبو الحسن القرشي الأموي السفياني ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢٨٤.