أمّر معاوية بن أبي سفيان عمرو بن معاوية العقيلي على الصائفة ، وكان بسوق لوبية (١) مع الناس ، فإذا رأى رجلا قطع به (٢) حمله على دابة من الخمس ، فلما قدم على معاوية سأله عن الخمس وعن ما بلغت سهام المسلمين أخبره بشيء كثير ، قال : فأين الخمس ، فأتى بشيء قليل ، قال : هذا ما بقي منه ، فأين هو؟ قال : أتراني كنت أرى رجلا من المسلمين قد قطع به ولا أحمله وأدعه يمشي ، فقال معاوية : لا جرم لا تنالها بعد مرّتك هذه ، فقال الشيخ : إذا لا أبالي ، ثم أنشأ يقول :
تهادى (٣) قريش في دمشق غنيمتي |
|
وأترك أصحابي فما ذاك بالعدل |
ولست أميرا أجمع الناس (٤) تاجرا |
|
ولا أبتغي طول الإمارة بالبخل |
فإن يمسك الشّيخ الدّمشقي ماله |
|
فلست على مالي بمستغلق قفلي |
وزاد فيه غير صفوان بن عمرو :
وإنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة |
|
على صاحب البرذون أو صاحب البغل |
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا (٥) محمّد بن موسى ، نا محمّد بن الحارث قال : سمعت المدائني يقول : كان عمرو بن معاوية العقيلي يقول : اللئيم فنى عثرات الكرام.
٥٤٠٦ ـ عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو
ابن عاصم (٦) بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة
ابن مازن بن ربيعة بن منبّه ، وهو زبيد الأكبر بن صعب
ابن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أبو ثور الزّبيدي (٧)
له وفادة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان شجاعا من فرسان المذكورين.
__________________
(١) راجع معجم البلدان (٥ / ٢٥).
(٢) الأصل : يد ، عن م.
(٣) الأصل : تهادني ، والمثبت عن م.
(٤) كذا بالأصل ، وفي م والمختصر : المال.
(٥) سقطت من م.
(٦) في أسد الغابة : حصم ، وعن الكلبي : عصم.
(٧) ترجمته في الأغاني ١٥ / ٢٠٨ سيرة ابن هشام (الفهارس) والشعر والشعراء ١ / ٣٧٢ وأسد الغابة ٣ / ٧٧٠ والإصابة ٣ / ١٨.