العرب ، وأما المنزل الآخر فأرض فارس : وعكها وحرها (١) ، يعني المدائن ، قال : وكذا بني عمار فقال : كذبت ، فقال عمر : أنت أكذب ، ثم قال عمر : ألا تخبرني عن أميركم (٢) هذا مجزي هو؟ قلت : لا والله ما هو بمجزي ، ولا كاف ، ولا عالم بالسياسة ، فعزله وبعث المغيرة بن شعبة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا عمر ، نا ابن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة مولى الزبير ، نا نيار بن مكرم الأسلمي قال :
شهدت القادسية فنزلنا يوما اشتد فيه القتال بيننا وبين الفرس ، رجلا يفعل بالعدو يومئذ الأفاعيل قلت : من هذا جزاه الله خيرا؟ قيل : عمرو بن معدي كرب.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني منصور بن أبي الأسود ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال :
شهدت القادسية ، فسمعت عمرو بن معدي كرب وهو يتمشّى بين الصفين وهو يقول : يا معشر المسلمين كونوا أسودا أشداء أغنى شأنه ، إنّما الفارسي تيس بعد أن يضع نيزكه وأسواره لا يقع له نشابة ، قلنا له : أخذنا أبا ثور بالاسوار فما أخطأ قوسه ، وشدّ عليه عمرو (٣) فأخذه وسقطا إلى الأرض جميعا ، فكشف عنهما وأن عمرا لعلى صدره يذبحه ، وأنا أنظر وأخذ سلبه سوارين ومنطقة ويلمق من ديباج.
قال : ونا محمّد بن عمر ، حدّثني ابن أبي سبرة ، عن عيسى الحنّاط قال :
أتى عمرو بن معدي كرب يوم القادسية بفرس فرمزه فقال : هذا ضعيف ، ثم أتي بآخر فهزه فركضه فقال لأصحابه : إنّي حامل ، فعابر الجسر فإن أسرعتم أدركتموني وقد عقرني القوم ووجدتموني قائما بينهم قد قتلت وجردت ، وإن أبطأتم عني وجدتموني قتيلا ، وجردت فحمل عمرو ، فوجد قد عقره على ما وصفه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن الكرخي ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن عبد الله ، نا أبو عبيدة التّميمي ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا
__________________
(١) الطبري : وأما المنزل الآخر فوعك البحر وغمه وبعوضه.
(٢) يعني عمار بن ياسر ، وكان أميرا على الكوفة.
(٣) الأصل وم : عمر.