أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر ، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، قال : قرأت على ابن دريد ، أنا السّكن بن سعيد ، عن محمّد بن عبّاد ، عن ابن الكلبي قال :
تزوج عمرو بن معدي كرب امرأة من كندة وله حديث فذكره ابن الكلبي في أخبار كندة ، فلمّا دخل بها أقام عندها ثلاثا ، وخاف أن يغتال فخرج من عندها فقال : إن ولدت غلاما فسمّيه خزرا ، وإن ولدت جارية فسميها عكرشة ، ثم رحل عنها ، فولدت غلاما فسمته خزرا فنشأ الغلام في كندة حتى أدرك ، فنادى فيهم بالغزو فخرج حتى أغار على بني زبيد ، فإذا هو بعمرو في خيل عظيمة وهو لا يعرفه ، فالتقت الخيلان فشدّ خزر على أبيه فأخذه فسأله أن يعتقه فقال : لو كنت عمرو بن معدي كرب ما فعلت ، فقال : أنا عمرو ، قال : وإنّك لعمرو؟ قال : نعم ، قال : وما آية ذلك؟ وكانت أمه قد أخبرته بخبر عمرو ، وما عهد إليها ، فأخبره فخلّى سبيله ، فقال عمرو : يا خزر ما تسعني وإياك أرض ، فإن شئت فارتحل وأقيم أنا في هذه البلاد ، وإن شئت ارتحلت أنا وأقمت أنت ، فقال : أنا أحق بالرحلة منك ، فرحل خزر حتى لحق بصنعاء ، فمكث فيها دهرا من دهره ثم خرج في بعض غاراته فلقي أباه في خيل عظيمة وهو رئيسها فر عمرو على رئيس القوم فقتله فلمّا انكشفوا عرفه فأهوى بسيفه ليقطع يده ، فأمسك عن ذلك ، فقال :
أمرتك يوم ذي صنعا |
|
ء أمرا باديا رشده |
رام الحزم تعمله |
|
وتأتيه وتعتمده |
فلما أن ملكت الملك |
|
حيث أباك تقتصده |
كمن زلت به النعلان؟؟؟ (١) |
|
فاندقت به عضده |
ألم تعلم بأن أباك |
|
ليث فوقه لبده |
شديد الكف فيما أد |
|
ركت أظفاره ويده |
وقال أيضا :
يا أسفا على خزر بن عمرو |
|
فيا ندمي عليه ولهف نفسي |
بنيّ كان لي عضدا وذكرا |
|
إذا غيّبت في كفني ورمسي |
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل ، وغير واضحة في م.