برشف لماك. ولله من نصبة (١) احتفى فيها المشتري واحتفل ، وكفى سنيّ تربيتها وكفل ، واختال عطارد في حلل الجذل لها ورفل ، واتّضحت الحدود ، (٢) وتهلّلت الوجوه ، (٣) وتنافست المثلثات (٤) تؤمّل الحظّ وترجوه ، ونبّه البيت على (٥)
__________________
(١) النصبة الفلكية : هي الهيئة التي يكون عليها الفلك حين طلب دلالته على الحوادث. وانظر صفحة ٢٣.
(٢) قسم المنجمون درجات كل برج من البروج الاثنى عشر ، بين الكواكب الخمسة المتحيرة ، قسمة غير متساوية ، وجعلوا كل قسم منها يخصّ كوكبا من الكواكب الخمسة ، وسمّوه حدّ ذلك الكوكب. وانظر تفصيل ذلك في : «رسالة التقويم» للطوسي ، الفصل ٢٠ (نسخة خاصة) ، مفاتيح العلوم ص ٢٢٦ ، علم الفلك لنلينو ص ١٩٧.
(٣) وقسموا كذلك كل برج إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وسموا كل قسم منها وجها ، ثم فرقوها على الكواكب المتحيرة ، وابتدأوا من برج الحمل ، وجعلوا لكل وجه منها كوكبا من السبعة السيارة ، سموه صاحب ذلك الوجه. وانظر الطوسي ، الفصل ٢١ ، شرح «اللمعة» ص ١٢٠ ، مفاتيح العلوم ص ٢٢٦ ، نلينو : علم الفلك ص ١٩٧.
(٤) البروج الاثنا عشر تنقسم إلى أربعة أقسام ـ بعدد الطبائع الأربع ، وكل ثلاثة بروج منها تتفق في طبيعة واحدة من الطبائع الأربع تسمى مثلثة ، فيقال : مثلثة نارية ، أو ترابية ، أو هوائية ، أو مائية ؛ ويختصّ بكل مثلثة ثلاثة كواكب من السيارة تسمى أربابها ؛ يكون أحدها صاحب المثلث المقدم بالنهار ، والثاني المقدم بالليل ، والثالث شريكهما في الليل والنهار. ومعنى ذلك أن الكوكب إذا كان في واحد من هذه البروج التي تكون مثلثته ، قيل إنه في مثلثته ، أي إنه في وضع له فيه حظوقوة.
الطوسي ، الفصل ١٩ ، شرح اللمعة ص ١١٩ ، مفاتيح العلوم ص ٢٢٥ ، نلينو ص ١٩٢.
(٥) بيت الكوكب : محل أمنه ، وصحته ، وسلامته ؛ ولكل من النيرين : الشمس والقمر ، بيت واحد. أما بقية الكواكب الخمسة المتحيرة ، فكل واحد منها له بيتان. وانظر تفصيل قولهم في ذلك في رسالة الطوسي ، انفصل ١٧ ، شرح اللمعة ص ١١٩ ، مفاتيح العلوم ص ٢٢٥.