وكأنّما رفع الحجاب لناظر |
|
فرأى الحقيقة في الذي يتخيّل |
ومنها في العذر عن مدحه :
مولاي غاضت فكرتي وتبلّدت |
|
منّي الطّباع فكلّ شيء مشكل |
تسمو إلى درك الحقائق همّتي |
|
فأصدّ عن إدراكهنّ وأعزل |
وأجد ليلي في امتراء قريحتي (١) |
|
وتعود غورا بينما تسترسل |
فأبيت يعتلج الكلام بخاطري |
|
والنظم يشرد والقوافي تجفل |
من بعد حول أنتقيه ولم يكن |
|
في الشعر حولي يعاب ويهمل (٢) |
فأصونه عن أهله متواريا |
|
أن لا يضمّهم وشعري محفل |
وهي البضاعة في القبول نفاقها |
|
سيّان فيها الفحل والمتطفّل |
وبنات فكري إن أتتك كليلة |
|
مرهاء (٣) تخطر في القصور وتخطل |
__________________
(١) امتراء القريحة : استدرارها.
(٢) يشير إلى ما عرف عن زهير بن أبي سلمى الشاعر ، من أنه عمل سبع قصائد في سبع سنين ، فكانت تسمى حوليات زهير ، لأنه يحوك القصيدة في سنة. وانظر الخصائص لابن جني ١ / ٣٣٠ ، ثمار القلوب للثعالبي ص ١٧١.
(٣) امرأة مرهاء : غير مكتحلة ؛ وعين مرهاء : خالية من الكحل. ويريد أن قصيدته هذه ، تنقصها الزينة والاحتفال.