وسائل التسلية فى بغداد لعب الشطرنج. وقد أدخلها الرشيد وانتشرت هذه التسلية بين أهل بغداد ، وكان يلعبون بها على رقعة مربعة حمراء من أدم ، والرشيد أول خليفة لعب بالصولجان فى الميدان ، ورمى بالنشاب ، ولعب بالاكرة والطبطاب وقرب إليه الحذاق فى ذلك ، وقرب إليه هواة الشطرنج والنرد وأجرى عليهم الرزق ، فسمى الناس أيامه لنضارتها وكثرة خيرها خصبها أيام العروس (١).
ويذكر المسعودى (٢) أن الخليفة المأمون كان من هواة لعب الشطرنج وقد وجه اللوم إلى الذين يلعبون معه ، لأنهم كانوا يتوقرون بين يديه ، وقال لهم : إن الشطرنج لا يلعب مع الهيبة.
كذلك انتشر لعب النرد فى بغداد ، ويلعب على رقعة بها أثنى عشر أو أربعة وعشرون منزلا بثلاثين حجر أو فصين. وشبه بعض الحكماء رقعة النرد بالأرض الممهدة لساكنها ، ومنازل الرقعة وهى أربعة وعشرون بساعات الليل والنهار ، وحجارتها وهى ثلاثون بعدد أيام الشهر ، واختلاف ألوانها باختلاف بياض النهار وسواد الليل (٣).
كان سباق الليل من أجمل أنواع التسلية عند الخلفاء والأمراء وكبار رجال الدولة فى بغداد فى العصر العباسى الأول. وبلغ من شغفهم به وتقديرهم له أن للسابق كان يأخذ حصان المسبوق ، واشترط الفقهاء فى هذه الرياضة التى أباحوها ألا تلعب طلبا للمال. وتنافس هواة سباق الخيل بتربية خيل السباحة. وجدير بالذكر أن الرشيد كان يسابق بالخيل فجاءه فرس يقال له المشمر سابقا ، والرشيد أعجبه ذلك الفرس ، فأمر الشعراء أن يقولوا فيه شعرا ، فقال أبو العتاهية (٤) : جاء المشمر والأفراس يقدمها ـ هونا على رسله منها وما انبهرا.
__________________
(١) المسعودى : مروج الذهب ج ٢ ص ٥٥٥.
(٢) مروج الذهب ج ٢ ص ٥٥٦.
(٣) متز : الحضارة الإسلامية ج ٢ ص ٢٥٣.
(٤) الأصفهانى : الأغانى ج ١٠ ص ٣١٢.