حمزة ثم اختار لنفسه قراءة ، فاقرا الناس بها وذلك فى خلافة الرشيد ، وألف العلماء فى قراءته كتاب من بينها كتاب «ما خالف الكسائى فيه» لأبى جعفر بن المغيرة (١) قدم الكسائى إلى بغداد فضمه الرشيد إلى ولديه المأمون والأمين ، وللكسائى عدة كتب ، منها كتب «معانى القرآن» ، وكتاب «مختصر النحو» ، وكتاب «القراءات» ، وكتاب «النوادر الكبير» ، و «النوادر الأوسط» ، و «النوادر الأصغر» ، وكتاب «مقطوع القرآن وموصوله» (٢).
ومن أشهر القراء يحيى بن الحارث الدمارى توفى سنة ١٤٥ ه روى عن جماعة من الصحابة (٣) ومن القراء المشهورين حمزة بن الزيات ، توفى فى خلافة المنصور سنة ١٥٦ ه (٤).
ومن العلوم الدينية التى عنى بها الناس فى بغداد بصفة خاصة على التفسير ، ولقد اتجه المفسرون إلى اتجاهين ، يعرف أولهما باسم التفسير بالمأثور. ويعرف الثانى باسم التفسير بالرأى.
نزل القرآن الكريم بلغة العرب. وعلى أساليب بلاغتهم ، فكانوا كلهم يفهونه ويعلمون معانيه فى مفرداته وتراكيبه ، وكان ينزل جملا جملا ، وآيات آيات ، فكان الرسول يوضح لأصحابه سبب نزول الآيات ، ومعانيها فكان ذلك ينقل عن الصحابة ، وتداول ذلك التابعون من بعدهم ، ونقل عنهم ، ولم يزل متناقلا. حتى صارت المعارف علوما فدونت هذه الأقوال وهذا هو التفسير بالمأثور ، وكان المفسرون إذا احتاجوا إلى معرفة شئ عن بدء الخلقة والكون وأسرار الوجود يسألون عنه أهل الكتاب ، ويأخذون برواياتهم ، فامتلأت التفاسير بالأخبار التى نقلت عنهم (٥).
__________________
(١) ابن النديم : الفهرست ص ، ، ٤٤
(٢) المصدر السابق ص ، ٩٧
(٣) ابن النديم : الفهرست ص ، ٤٣
(٤) ابن قتيبة كتاب المعارف ص ، ٢٣٠
(٥) مقدمة ابن خلدون ص ٤٣٩ ـ ، ٤٤٠