الحرس وسكة الربيع وهكذا ، ومن باب الكوفة إلى باب الشام شارع يخرج منه سكة العلاء وسكة نافع ... الخ.
والشارع من باب الكوفة إلى باب خراسان يتفرع منه سكة الحكم بن يوسف وسكة صاعد مولى أبى جعفر.
وفى كل سكة من هذه السكك جلة القواد الموثوق بهم وجلة موالى الخليفة المنصور ، ومن احتاج إليهم فى مهام الأمور ، وحرص المنصور بأن يراعى فى تخطيط السكك والدروب ما يحتاجه الناس من مرافق كالمساجد والحمامات والأسواق وأن تتسع هذه السكك لإقامة المساكن والمنازل والمساجد.
ولكى ييسر المنصور أمر تشييد مدينته ، قسم المدينة إلى أربعة أرباض أى نواحى ، وعهد إلى أربعة من رجاله المقربين إليه بأن يشرف كل واحد منهم على تأسيس ربض ، ومنحه الأموال اللازمة لتأسيس ربضه ، وأمرهم بأن يتوسعوا فى إقامة الأسواق فى الأرباض بحيث يكون فى كل ربض سوق جامعة يضم مختلف التجارات وأن يجعلوا لكل ربض من السكك والدروب النافذة وغير النافذة ما يعتدل بها المنازل ، وأمرهم بأن يجعلوا عرض الشارع خمسين ذراعا ، والدرب ستة عشر ذراعا وأن يبنوا فى جميع الأرباض المساجد والحمامات ما يكتفى بها فى كل ناحية ومحله ، وأمر أن يجعلوا من قطائع القواد والجند ذراعا معلوما للتجار يبنونه وينزلونه هم وأهل البلدان الأخرى (١).
ولما فرغ المنصور من عمارة بغداد أقطع أعيان دولته قطائع من الأرض رغبة فى تخفيف الضغط على بغداد من جهة ومكافأة لهم على ما قدموه من الخدمات الجليلة من جهة أخرى ، وسرعان ما عمرت هذه القطائع وازدحمت بالسكان وأصبحت كل قطعة منها تعرف باسم الرجل أو الطائفة التى تسكنها ، فمن بينها قطيعة العباس بن محمد بن عبد الله بن العباس على الصراة وقطيعة الصحابة وهم من سائر قبائل العرب من قريش والأنصار وربيعة ومضر ، وكانت على
__________________
(١) ابن طباطبا : الفخرى فى الأداب السلطانية ص ٢٢١.