الفلك (١) كما نقل يحيى بن البطريق فى عهد المنصور كتاب الأربع مقالات لبطليموس فى أحكام النجوم (٢).
وكان أهتمام المهدى بالنجوم لا يقل عن أهتمام أبيه المنصور فكان تيوفيل بن توما رئيس منجميه عالما بالنجوم ، وصنف فيها كتبا ، وترجم كتابا فى الفلك من اليونانية إلى السريانية ، وفى عهده تم تصحيح بعض أخطاء كتاب المجسطى لبطليموس (٣).
وكان الفضل بن سهل ـ وزير المأمون ـ حجة فى علم الفلك ويقال أن النجوم دلته على أن الأمر سيصير للمأمون ، لذلك تقرب إليه ، وأخلص له ، ولما ولى المأمون الخلافة قدر جهود الحسن بن سهل فى بلوغه الخلافه فاستوزره ، وكان الحسن بن سهل أيضا على علم بالنجوم ، وقد علم بمؤامرة لأغتيال أخيه الفضل من خلال إلمامه بالنجوم. ولا يمكن قبول الروايات التى ترددت عن أن النجوم انبأت الملمين بها عن الحوادث المستقبلة ولكن الناس كانوا فى ذلك العصر شغوفين باستطلاع الأخبار عن طريق النجوم.
ومهما يكن من أمر فقد انتقلت علوم الإغريق فى النجوم إلى العرب وخاصة ما كتبه بطليموس عن الأرض والكواكب والشمس ، فقد نقلوا ـ كما قلنا ـ كتاب المجسطى ، وزادوا عليه ووافقوه فى بعض آرائه.
وخالفوه فى بعضها. قالوا : إن الأرض مركز الكون ، وأنها قائمة فى الفضاء ، وقالوا بدوران الشمس والقمر والنجوم حول الأرض ، وأن القمر أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض ويليه الكواكب الأخرى ، وأنها جميعا تدور حول الأرض دورة كاملة كل يوم ، كما قاسوا أجرام الشمس والقمر والنجوم بطرق هندسية حسابية بما يقرب من الحقيقة.
__________________
(١) ابن العبرى : تاريخ مختصر الدول ص ٢٢٠.
(٢) المصدر السابق ص ٢٢٣.
(٣) ابن القفطى : إخبار العلماء بأخبار الحكماء ص ٢٢١ ـ ٢٢٣.