وقاسوا أبعادها عن الأرض ، وقد أنشأ المأمون مرصدا فى الشماسية ببغداد وكان أساس تقدم العرب فى النجوم يرجع إلى المراصد التى أقاموها ، والأجهزة التى ابتكروها. على أن معظم المعدات الفلكية التى أستخدموها مثل الاسطرلاب كانت فى الغالب مبنية على النماذج اليونانية ، وأجريت حسابات دقيقة فى الفلك ، وعلى فروض تفرض لتعليل ما يرى من الظواهر الفلكية (١).
وجدير بالذكر أن المراصد تضمنت آلات الاسطرلاب الذى يقيس ارتفاعات الكواكب من الأفق ، وتعيين الزمن ، وحل كثير من المسائل الفلكية ، كما وضعوا الأزياج ، وهى جداول فلكية تتضمن قوانين رياضية فيما يختص بكل كوكب عن طريق حركته ، مثل زيج البلخى وزيج الخوارزمى.
وكانت أبحاث الكندى فى الفلك تسير على أساس علمى ، ولم يؤمن بالتنجيم وقد لاحظ أوضاع النجوم والكواكب وخاصة الشمس والقمر بالنسبة للأرض.
وما ينشأ عنها من ظواهر يمكن تقديرها من حيث الكم والكيف والزمان والمكان.
وربط بين ذلك ونشأة الحياة على الأرض فى آراء توضح مقدرته العلمية الفائقة وله كتاب فى البصريات ، وآخر فى الموسيقى ووضع رسالة فى زرقة السماء أوضح فيها أن منشأ هذا الكون الأضواء الناتجة عن ذرات الغبار وبخار الماء الموجود فى الجو ، وله رسالة فى المد والجزر وضعها على أساس تجريبى (٢).
ولقد صنف الكندى فى الفلك رسائل علمية على جانب كبير من الأهمية حتى أعتبه بعض المؤرخين واحدا من صمانية هم رواد العلوم الفلكية فى العصور الوسطى (٣).
ولقد صنف الكندى عالما فى رسائل علمية على جانب كبير من الأهمية حتى اعتبره بعض المؤرخين واحدا من ثمانية واد العلوم الفلكية فى العصور الوسطى.
ولم يكن الكندى عالما فى الفلك فحسب بل عالما أيضا فى الطب والفلسفة والمنطق والرياضيات ، وكان مهندسا وطبيبا وفيلسوفا ، وقد عهد إليه المأمون بترجمة كتب أرسطو.
__________________
(١) منتصر ، تاريخ العلم عند العرب ص ١٠٨.
(٢) المصدر السابق
(٣) ابن النديم : الفهرست ص ٣٨٣.