الفصل الثانى
ذكر منشأ تيمور وحداثته
وامتداد سطوته وفتوحه للبلاد
قال صاحب أخبار الدول ما هذا ايراد نصه «تيمور هو أحد الدجالين الموعودين فى الأخبار النبوية أن يخرج على جميع البلاد الإسلامية ، وذكر صاحب المنتخب له نسبا يتصل به إلى جنكيز خان من جهة النساء وكان رجلا ذا قامة شاهقة كأنه من بقايا العمالقة عظيم الجبهة والرأس شديد القوة والبأس أبيض اللون مشربا بحمرة عظيم الأطراف عريض الأكتاف مستكمل البنية مسترسل اللحية أعرج ليمناوين وعيناه كشمعتين جهير الصوت لايهاب الموت وكان من ابهته وعظمته أن ملوك الأطراف وسلاطين الأكتاف مع استقلالهم بالخطبة والسكة كانوا إذا قاموا عليه وتوجهوا بالهدايا والتقاديم إليه يجلسون على أعتاب العبودية والخدمة نحوا من مد البصر من سرادقاته وإذا اراد منهم واحدا أرسل من الخدمة نحوه قاصدا فينادى ذلك الواحد باسمه فينهض فى الحال ويعدو نحوه وكان بدأ أمره وخروجه فى حدود الستين وسبعمائة وهو من قرية تسمى خواجه بلغار من أعمال الكش وهى مدينة من مدائن ما وراء النهر عن سمرقند نحو من ثلاثة عشر شهرا ذكر أنه لما ولد سقط على الأرض ذلك السقيط كان كفاه مماؤتين من الدم العبيط ، فقال بعضهم يكون شرطيا وقال بعض ينشأ لصا حراميا وقال قوم يكون قصابا سفاكا ، وقال آخرون بل يصير جلادا ابتاكا ، وكان أبوه رجلا فقيرا اسكافا وهو نشأ شابا جلدا لكنه من القلة كان يتحرم ففى بعض الليالى