على الوند بيك عامل جهان شاه على بغداد. وجهان شاه هذا هو كما رأيت آخر ملوك دولة قرة قوينلى الذى كانت قد ثبتت قدمه فى الزورآء إلى نحو ذلك الحين. فنازل الوند بيك فى الحرب ذلك الجيش الجرار حتى كسره فاضطر حسن الطويل إلى أن يقدم بنفسه إلى حومة الوغى وما زال قراع ونضال أمام دار الخلفاء حتى قتل الوند بيك واورده حياض الموت. وفاز حسن الفوز المبين. ومنذ ذاك الحين ضم العراقين إلى بلاده الواسعة الاكناف فازدادت امتدادا وانبساطا.
وفى سنة ٨٧٦ ه (١٤٧١ م) وصل بوسفجة بيك بعسكر حسن الطويل إلى مدينة توقات أو طوقات فنهبها وخرب أسواقها وامتلكها باسم أوزون حسن. وفى تلك السنة زادت توقات خرابا على خراب أن زلزلت الأرض زلزالها وكادت تغنى من بقى من أهلها فكان هولهم يومئذ من أشد الأهوال وفى سنة ٨٧٧ ه (١٤٧٢ م) كسف القمر فى بغداد فحدث من الهول والضوضاء مالا يصفه واصف وتشاءموا بعدة بلايا تقع فى السنة واتفق أن بعد ذلك أخذ الشريف محمد محمل أوزون حسن فقال العوام : أن البلايا لا تقف عند هذا الحد وكان يوسف جد بيك فى تلك الأثناء يتم مسيره إلى بلاد فرمان وكان بها السلطان مصطفى ابن السلطان محمد خان فاتح القسطنطينية فكبسه السلطان مصطفى وظفر به وأسره وقتل غالب عسكره ثم بعث به إلى أبيه السلطان محمد خان كما مر ذكره.
وفى سنة ٨٧٨ ه (١٤٧٣ م) نهض كل من الملكين السلطان محمد خان وحسن الطويل إلى الآخر فالتقى العسكران بقرب مدينة «بايبودد» (وهى اليوم قصبة قضاء بأسمها فى نفس لوآء أرضروم واقعه على نهر جورك صو على مسافة ٢٤ ساعة من أرضروم إلى الشمال الغربى وفيها آثار يونانية قديمة) فوقع بينهما قتال شديده ثم جاء النصر للسلطان محمد خان فانهزم حسن الطويل وقتل ولده زينل على يد السلطان مصطفى كما ذكر فى محله. أم أوزون حسن فذهب إلى تبريز ولم يعد يفكر بأمر سوى بتوجيه اشغال المملكة على الطريق الذى يرأه الأسد فى عينيه.