وفى تلك السنة سنة ٨٧٨ ه وقع فى بغداد برد عظيم قدر الواحدة منها قدر الرمانة وأصاب خلقا كثيرا كانوا فى البادية فقتلهم وكذلك أمات شيئا عضيما من صغار الحيوانات والطيور وأضر بالأشجار فاتلف عددا منها معدودا وقبل أن يتساقط هذا البرد الهائل سمع أصوات فى الجو كأنها أصوات أسلحة تصطفق.
وفى سنة ٨٨١ ه (١٤٧٦ م) سافر السلطان محمد إلى جهة بغداد فبلغة خروج الأنكروس (المجر) فعاد إلى أدرنة. وفى هذه السنة جاء إلى بغداد رجل من مصر فأخبر أن امرأة من نساء الجراكسة ولدت أبنا له أربع عيون وأنف غير مثقوب من جهة الشمال وله فى كل يد من يديه سبع أصابع وله طول الواحدة منها شبر وشعره طويل أيضا يتعدى الفترين. فكان هذا الخبر من أجل ما أهتم به خواصهم وعوامهم ولم يسمع يومئذ سواه فى البيوت والمجالس والمنتديات.
وفى سنة ٨٨٢ ه (١٤٧٧ م) توفى صاحب العجم أوزون حسن وملك بعده ولده ميرزا خليل وكانت مدة ملك حسن الطويل أثنتى عشرة سنة وكانت وفاته ليلة عيد الفطر وخلف خمسة أولاد وهم خليل ميرزا أو ميرزا خليل وكان حاكم فارس وهو الذى ورث أباه ومقصود بيك. وكان حاكم بغداد. ويعقوب بن ميرزا وكان حاكم ديار بكر ومسيح ويوسف.
أما خليل وهو ابن حسن الطويل بن على بيك بن قطلو بيك بن طور على التركمانى فقد ورث ملك أبيه بعهد منه إليه ، وكان أكبر أولاده وأحبهم إليه فملك جميع ما كان يملكه أبوه من البلاد الشرقية إلا أنه لم يتهنأ بالملك لأنه لما استقر على منصه الملك طغى وبغى وجار وعسف وأخذ الناس بالعنف والشدة.
وقتل كثيرا من الأمراء وقتل أخاه مقصود بيك وخلقا كثيرا من أقاربه وزاد الطين بلة أنه أولع باللهو والمفاسد وكانت الفتن قائمة على قدم وساق فى أطراف البلاد فضلا عن أنحاء العراق وكان الذين يثيرونها بعض الملوك من أصحاب الغايات وما كان أحد يجسر على أن يطلعه على ما يحدث من الأسواء والأحداث لسوء خلقه وخشونة طباعه وشدة جبروته فاتفقوا على خلعه وتوليه أخيه الملك الصغير يعقوب بيك صاحب ديار بكر وكانت مدة سلطنة المخلوع ستة أشهر ونصف شهر وفى رواية أخرى أن حسن الطويل لما كان حيا أقام حاكما على بغداد ابنه ميرزا