قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

تحمیل

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

78/353
*

اشتراها ، إبراهيم بن المهدى بعد سنة بثلائمائة ألف دينار ، واشتراها المعتصم بعد ذلك بخمسة آلاف وخمسمائة دينار (١).

وكان للمهدى جارية من أصل فارسى ، تعلمت فى الطائف وتتفقت وأنجبت إبراهيم بن المهدى وكان رجلا أدبيا دينا شاعرا راوية للشعر وأيام العرب فصيحا خطيبا (٢) ، وكانت مكنونة من أبرز الجوارى فى الغناء ، نشأت فى المدينة ، وأتقنت الغناء ، واشتراها بمائة ألف درهم (٣) ، فغلبت عليه ، وأنجبت عليه ، وكانت شاعرة أيضا تتقن الغناء ولها ألحان كثيرة (٤). والواقع أن كبار الموسيقيين فى بغداد قد تخرج على أيديهم الكثير من الأرقاء والجوارى ، ومن أبرز هؤلاء الأرقاء عبد أسود يقال له زرياب ، كان مطبوعا على الغناء ، إبراهيم الموصلى ، وربما حضر به مجلس الرشيد يغنى فيه ، ثم انتقل إلى خدمة بنى الأغلب فى القيروان ، وغضب عليه زيادة الله فغادر القيروان ، وقصد الأندلس ودخل فى خدمة الأمير عبد الرحمن بن الحكم ، وذاع صيته (٥).

ومن الجوارى ظهرت شاعرات يتقن الشعر ، وأول من اشتهر منهن بقول الشعر فى الدولة العباسية عنان بيعت بمائة ألف درهم ، ولم يزل فحول الشعراء فى عصرها يلتقون بها فى منزل مولاها فيتقارضونها الشعر وتنتصف منهن (٦).

اشتغل الرقيق والجوارى عند سادتهم فى جمع الأعمال التى تدر عليهم الربح ، فمنهم من عمل فى زراعة أرض سيده. ومنهم من اشتغل بالصناعة ، ومنهم من عمل فى الحراسة أو فى الخدمة المنزلية ، على أن أهم الأعمال التى أسندت إليهم كانت الجندية ، فقد اشترى الخليفة المعتصم الرقيق الأبيض ، وأدخله فى جيشه ، وعنى به حتى بلغ عددهم بضعة آلاف (٧).

__________________

(١) المصدر السابق ج ٤ ص ٢٦٩.

(٢) الأصفهانى : الأغانى ج ١٠ ص ١١٢.

(٣) المصدر السابق ج ١٠ ص ١٦٢.

(٤) المصدر السابق ج ١٠ ص ١٩٤.

(٥) ابن عبد ربه : العقد الفريد ج ٤ ص ١١٠.

(٦) المصدر السابق ذكره ونفس الصفحة.

(٧) الطبرى : تاريخ الأمم والملوك حوادث سنة ٢٢١ ه‍.

John Glub. Empire of the Arabs p. ٣٤٣.