والهدوء وإتقان مباشرة الشؤون المنزلية والاشغال اليدوية ، واشتهرت مولدات المدينة بالمرح والميل إلى اللهو ، وعرفت السودانيات بالميل إلى الرقص وألوان الطرب ، والمغربيات والتركيات عرفن بإتقان الشؤون المنزلية ، والعبد الرومى يجيد تدبير المنزل ويحب النظام ويميل إلى القصر فى الانفاق ، والعبد الروى ويجيد الفنون الجميلة ، والأرمن فيهم خشونة فى الطبع. على أن الرقيق المجلوب من بلاد السند كثرت جرائمهم مع سادتهم ، ققل إقبال الناس على شرائهم ، لذلك رخص سعرهم (١).
انتشرت فى بغداد ظاهرة تعليم الجوارى الغناء ، وكانت الجارية إذا أتقنت الغناء تباع بثمن مرتفع جدا ، وأول من عنى عناية كبيرة بتعليم الجوارى الغناء إبراهيم الموصلى ، فإنه بلغ بالقيان كل مبلغ ورفع من أقدارهن ، وكان بعض الناس يبعثون بجواريهم إلى إبراهيم وإبنه إسحاق لتعلم الغناء ، فإذا برعت فيه ، استطاع سيدها أن يبيعها بثمن مرتفع (٢) وكان عند إبراهيم الموصلى العديد من الجوارى يتقن الغناء من ألحانه ، فبيعت جارية هندية تعلمت الغناء على أيدى إبراهيم الموصلى بمائتى ألف درهم (٣).
وبلغ من حرص الناس على تعليم الجوارى للغناء أن بعض وجوه أهل خراسان كانوا يرسلون غلمانهم إلى إسحاق الموصلى ليعلمهم الغناء وكان يعلم الغلام منهم اللحن بألف درهم (٤).
وجدير بالذكر أن إبراهيم الموصلى وابنه إسحاق علما جارية مولدة صفراء تسمى قلم الصالحية الغناء ، وبرعت فيه حتى ابتكرت حوالى عشرين لحنا ، واشتراها الواثق بعشرة آلاف دينار (٥) ، وكانت شارية جارية تعلمت الغناء حتى أنفنته ، فاشتراها إسحاق الموصلى بثلاثمائة دينار ، ولما تدربت على الغناء
__________________
(١) المسعودى : مروج الذهب ج ٢ ص ٢٥٨.
(٢) الأصفهانى : الأغانى ج ٧ ص ١٧٠ ـ ٢٩٤.
(٣) المصدر السابق ج ٥ ص ١٢٧.
(٤) المصدر السابق ج ٥ ص ٢٧٩.
(٥) المصدر السابق ج ١٢ ص ٣٤٢.