أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو سعيد الحارثي وهو عبد الرّحمن بن محمّد ، نا سعيد بن عامر ، نا هشام بن حسان أو غيره قال (١) :
كان معاوية بن أبي سفيان قد أصابه قرّة (٢) شديدة في مرضه ، فكان يلقى عليه الثوب فيدفئه فيثقل عليه فينحّى عنه ، فألقي عليه ثوب حواصل (٣) ، فأدفأه ، وخفّ عليه ، فما لبث أن ثقل عليه ، فقال معاوية : تبا للدنيا ، كنت عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة ، ثم صرت إلى هذا ، تبا للدنيا.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا سعيد بن يحيى الأموي ، نا محمّد بن سعيد ، نا عبد الملك بن عمير قال :
دخل عمرو بن سعيد على معاوية في مرضه الذي مات فيه ، فقال له : والله يا أمير المؤمنين ما رأيت أحدا من أهل بيتك في مثل حالك إلّا مات ، فقال معاوية :
فإنّ المرء لم يخلق حديدا |
|
ولا هضبا توقّله الوبار |
ولكن كالشهاب يرى ويخبو |
|
وهادي الموت عنه ما يحار |
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا علي بن محمّد ، أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي ، نا محمّد بن سعيد ، نا عبد الملك بن عمير قال :
دخل عمرو بن سعيد على معاوية في مرضه فقال : والله يا أمير المؤمنين لقد أبخر ماء أنفك وذبلت شفتاك ، وتغيّر لونك ، وما رأيت أحدا في أهل بيتك مثل حالك إلّا مات ، فقال معاوية :
فإنّ المرء لم يخلق حديدا |
|
ولا هضبا توقّله الوبار |
ولكن كالشهاب يفنى ويخبو |
|
وحادي الموت عنه ما يحار |
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٥١ ولم يعزه لأحد.
(٢) البداية والنهاية : البرد.
(٣) في البداية والنهاية : من حواصل الطير.