أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، أنشدني أبي لمعن بن أوس المزني (١) يمدح حمزة بن عبد الله بن الزبير (٢) :
فإنّك فرع من قريش وإنّما |
|
تمجّ الندى عنها الفروع (٣) الشوارع |
عنوا قادة للناس بطحاء مكة |
|
[لهم](٤) وسقايات الحجيج الدوافع |
فلما دعوا للموت لم تبك منهم |
|
على حدث الدهر العيون الدوامع |
قال : سمعت محمّد بن الضحّاك وغيره من رواة القرشيين يقولون في عمر بن أبي سلمة وعاصم بن عمر بن الخطاب بقول معن بن أوس في نخله بأحوس (٥) من الأكحل :
لعمرك ما نخلي بحال مضيعة |
|
ولا ربّها إن غاب عنها بخائف |
وإنّ لها جارين لن يغدرا بها |
|
ربيب النبيّ وابن خير الخلائف |
قال عمي مصعب بن عبد الله :
أراد معن بقوله : وابن خير الخلائف : عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق ، كانت صدقة عاصم بالأكحل قبل عاصم ، فلمّا قدم مصعب بن الزبير من العراق يريد ابن الزبير بمكة قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعاصم بن عمر : اذهب بنا إلى مصعب حتى تستجديه من مال العراق (٦) فجاءه فأعطى عبد الله بن جعفر أربعين (٧) يعيش ألف دينار ، وأعطى عاصم بن عمر عشرين ألف دينار حكّمه فيها ، فاحتكمها ، فاشترى بها صدقته بالأكحل ، وقد كانت قبله لعبد الرّحمن بن أبي بكر ، فقال عبد الله بن جعفر : ما لك لم تحكّمني كما حكّمت عاصم بن عمر؟ قال : كرهت أن تخزيني أو تبخّلني ، قال : لو فعلت لفعلت.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وغيره عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا أبو
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود إلى : «المري» وبدون إعجام في م ، و «ز».
(٢) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٥٦ يمدح عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
(٣) الأغاني : البحور الفوارع.
(٤) سقطت من الأصل والنسخ ، والزيادة لتقويم الوزن عن الأغاني.
(٥) أحوس بوزن أفعل موضع في بلاد مزينة ، فيه نخل كثير. (معجم البلدان). والأكحل : موضع بالمدينة ، كثير حوائط النخل ، وهناك كان نخل معن بن أوس المزني. وذكر البيتين (معجم ما استعجم ١ / ١٨٢).
(٦) بالأصل : «حتى تستنجد به مما للعراق» صوبنا الجملة عن م ، ود ، و «ز».
(٧) تحرفت بالأصل إلى : «أن يعيش» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.