ترميم (العتبات المقدسة) من البداية ، ولكن قد سمح لشيعة إيران والهند بعمل الزينات والترميمات حتى هذا اليوم» (١) ولذا اضطرت الدولة العثمانية إلى رفض طلب الشيعة ، وبالتوازي مع هذا أصدرت الدولة في عام ١٨٨٣ م أوامرها بفتح المدرسة والمسجد اللذين بنيا باسم أهل السنة في مدينة كربلاء والتي يشكل الشيعة الغالبية العظمى من أهلها ، واستمرت تلك المدرسة وهذا المسجد في تقديم خدماتهما العلمية والدينية للأهالي ، وحتى تضمن الدولة سير تلك العملية على خير ما يرام عينت الشيخ طه أفندي ـ وهو أحد المشايخ المشهورين ـ إماما وخطيبا ومدرسا وعينت معه بعض الموظفين الآخرين وخصصت لهم الرواتب ، وقد خصص للشيخ وهؤلاء الموظفين رواتب على هذا النحو : فقد خصص للمدرسة (٣٠٠) قرش وللإمام والخطيب (٤٠) قرشا وللمؤذن (٣٠) قرشا وللآخرين (٢٥) قرشا ولنفقات المتصرف (٩١) قرشا وبذلك يكون المجموع (٥٨٩) قرشا ، وقد أخطر مجلس إدارة بغداد بأن تدفع تلك المصروفات والرواتب من الدخل الزائد لأوقاف ولاية بغداد ، ورأت إدارة أوقاف بغداد أنه من المناسب تخصيص تلك الرواتب من حاصلات وقف الإمام العباس والحسين (٢).
كانت سياسة الجامعة الإسلامية التي انتهجها السلطان عبد الحميد الثاني تستوجب تطوير العلاقات العثمانية ـ الإيرانية ، ولذا وجب على الدولة العثمانية أن تتصرف بمرونة أكثر مع رغبات إيران الخاصة بعمل أية نشاطات في الأضرحة ، إلا أنه لم يغب عن الدولة العثمانية تحديد هذا الأمر على الفور ، ومن ذلك أنها لم تأذن لشاه إيران بترميم الأقسام التي أشرفت على الخراب في ضريح الإمام الحسين وقامت هي بعمل
__________________
(١) BOA ,HR.SYS ٢٨ / ٩ , (٣٢ R ٣٩٢١).
(٢) BOA ,I.Dh ٣٢٣٣٧ ,Lef : ٦ , (٥١ L ١٠٣١).