الفصل الثاني
العتبات : الأماكن المقدسة الموجودة في كربلاء
١ ـ التطور التاريخي لأضرحة كربلاء
كانت كربلاء حتى ١٠ أكتوبر ٦٨٠ م الموافق ١٠ محرم ٦١ ه عبارة عن ساحة مستوية لا ماء بها ولا زرع ، إلا أن الأحداث التي بدأت ببقاء الإمام الحسين في تلك المنطقة من أجل الحرب التي لا مناص منها مع جيوش يزيد في (٢ أكتوبر ٦٨٠ م) قد أثرت بشدة على العالم الإسلامي ، وقبل أن نتحدث عن كربلاء في القرن التاسع عشر وما تحويه من أماكن مقدسة ، سنذكر بحادثة كربلاء هذا الحدث الذي خلق نوعا من الأفكار والمعتقدات في تلك المنطقة المستوية القاحلة.
في عهد الخلفاء الراشدين وبالتحديد وقت مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، انقسم المسلمون إلى فريقين فريق يناصر سيدنا علي والآخر يناصر معاوية (١) ، ويمكن القول بأن أساس هذا الخلاف بين الفريقين تمتد جذوره إلى ما قبل الإسلام ، وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ظهر التنافس بين الفريقين في عهدي عثمان وعلي رضياللهعنهما ، وتسبب ذلك في خلق الاضطرابات والقلاقل في العالم الإسلامي.
__________________
(١) J. Wellhausen, Islamiyetin Ilk Devrinde Dini ـ Siyasi Muhalefet Partileri,) ceviren Fikret Isiltan (, Ankara ٩٨٩١, s. ٩٨.