الجانب الغربي من المدينة تمتد قبور الشيعة في مكان يوحي بأنه صحراء ، وخلاصة القول أن زيارة الشيعة لمدينة كربلاء بمثابة الفرض ، وهذا الاعتقاد يثاورهم بل والأكثر من ذلك أنهم يؤمنون بأن من يدفن في هذا المكان سيدخل الجنة (١).
٢ ـ أعمال الإعمار والبناء التي تمت في العتبات
إن التمرد الذي ظهر في كربلاء وقام نجيب باشا بإخماده عام ١٨٤٣ م لا يعني تسكين قلاقل مجموعة من المفسدين فحسب ، فالعصيان الذي قمع في كربلاء كان بمثابة إعلان لأهالي العراق وإيران عن البدء في تطبيق فرمان التنظيمات في المنطقة وعن بدء مرحلة جديدة ليس في سنجق كربلاء فقط بل في بغداد كلها ، وقد أوضحنا من قبل رد فعل إيران تجاه ما قام به الوهابيون في كربلاء من حركات النهب والسلب وسفك الدماء عام ١٨٠١ م ، ويتضح أيضا أن إيران لم تقم بأي عمل في الأماكن المقدسة في كربلاء منذ ذلك التاريخ حتى عام ١٨٤٤ م ، أما سياسة المركزية التي اتبعتها الدولة العثمانية في المنطقة عام ١٨٤٠ م فقد عملت على تقوية سياسة الدولة هناك خاصة بعد حادثة كربلاء ، ولهذا لم يكن لإيران حيلة سوى الدخول في مساع لزيادة نفوذها من الناحية السياسية في المنطقة واستخدام الشيعة والأماكن المقدسة وسيلة لذلك ، وكانت أول مساعي إيران لزيادة نفوذها في المنطقة من بعد هذا التاريخ هو استئذان صدر الدولة الإيراني عام ١٨٤٧ م من الدولة العثمانية في تجديد بناء فناء (صحن مقدس) ضريح الإمام الحسين (٢) ، إن هذه الأعمال التي أراد صدر الدولة القيام بها في المقابر قد طرحت بعد الجو الإيجابي
__________________
(١) Honl ? gmann, a. g. m., s. ٢٨٥; Oz, a. g. m., s. ٢٧٢; Sami, a. g. e., s. ٣٣٨٣.
(٢) BOA ,Irade Hariciye (I.Hr) ٤١٢٢ ,Lef : ١ ,٩٢ B ٤٦٢١.