تقديم
ظهرت الكثير من الدول والأسر الحاكمة في الجغرافيا الإسلامية منذ شروق الإسلام ، وقد تفاوتت أعمار هذه الدول فمنها ما عمّر ومنها ما لم يعمّر كثيرا ، فالدولة أو الإمبراطورية التي ابتعدت عن صراعات المذاهب والأعراف وتمكنت من تحقيق المنافع الدنيوية والاتحاد بين المسلمين قد عمّرت طويلا ، ولا جرم أن الدولة العثمانية كانت واحدة من الدول التي تمكنت من تحقيق أكبر اتحاد سياسي بين المسلمين.
بعد حملة السلطان سليم الأول على الشام ومصر بدأت البلاد الإسلامية تدخل تحت الحكم العثماني واحدة تلو الأخرى ، وعلى الرغم من أن أغلب سكان هذه البلاد التي دخلت تحت الحكم العثماني في هذه المنطقة كانت سنّيّة المذهب لكن الوجود الشيعي في أغلبها يعد حقيقة تاريخية لا جدال فيها ، وقد استوعبت الدولة العثمانية هذا الأمر وبذلت جهودا خاصة لمنع الخلاف بين السنة والشيعة الموجودين تحت رايتها ، ولمنع أي حدث قد يؤدي للتدخل الأجنبي في شؤونها.
ظهر تنافس على العالم الإسلامي بين دولتين من أصل تركي بعد تأسيس الدولة الصفوية التركية الأصل في إيران ، وبالرغم من أن هذا التنافس سياسي الأصل إلا أنه نقل إلى المجال الديني من قبل الدولة