الفصل الثالث
الصراع العثماني الإيراني في العراق
وحادثة كربلاء ١٨٤٣
١ ـ العلاقات العثمانية ـ الإيرانية في العراق وما حولها بشكل عام
تهدف دراستنا هذه إلى تناول مدينة كربلاء في القرن التاسع عشر ، ومن ثم كان توضيحنا للقوى الموجودة في كربلاء في تلك الفترة له أثره في ضمان رؤيتنا للأحداث التي سنتناولها بشكل أوسع وأشمل.
لقد تأسست الدولة الصفوية في إيران في بدايات القرن السادس عشر على يد الشاه إسماعيل الذي اعتمد على المذهب الشيعي الذي يتبعه وترتبط به كتلة كبيرة من المسلمين ، وبسبب تحريض الدول الأوروبية للدولة الصفوية الفتية ضد الدولة العثمانية لإيقاف تقدمها في الغرب والخلاف المذهبي الموجود بين الدولتين دبّ الخلاف والصراع بين الدولتين المجاورتين ، وخاصمت العشائر المقيمة على طول خط الحدود بين الدولتين بعضها البعض ، ويوضح بكير كتوك أوغلو الذي قام بعمل دراسات عديدة عن العلاقات العثمانية ـ الإيرانية هذه العلاقات بشكل عام فيقول :
«إن معتقدات الرافضة والشيعة هزت التساند الاجتماعي والأمن في الإمبراطورية العثمانية وأقلقت أهل السنة وأخلّت بأمنهم ، فبجانب ما قامت به تلك الطوائف من شقاوة وقتل وطعن. كان المبشرون الشيعة