في مجال التجارة ووضعها تحت المراقبة وفرض السيادة عليها لذا صدر الإذن بمدّ خط سكة حديد إلى كربلاء (١).
٣ ـ البنية الاجتماعية
قبل أن نتحدث عن بنية كربلاء الاجتماعية في القرن التاسع عشر علينا أولا النظر إلى البنية الاجتماعية في العراق عامة ؛ لأنه من خلالها سيتضح لنا أن المؤثرات الدينية والعسكرية والسياسية التي حدثت في المنطقة في تلك الحقبة التاريخية كان لها نصيب كبير في تشكيل بنية كربلاء الاجتماعية ، وبالنظر إلى البنية الاجتماعية العامة في العراق سيتضح لنا أن العشائر العربية التي تعيش في وسط العراق وجنوبه ومن الجنوب إلى الشمال حتى بغداد وعلى طول خط الحدود الإيرانية وبطول نهر الفرات من الجنوب إلى الشمال الغربي منها ما يعيش حياة مستقرة ومنها ما يعيش حياة نصف مستقرة ومنها ما يعيش حياة البداوة والترحال من مكان إلى لآخر ، وكان يحكمهم نظام قبلي معتمد على روابط الدم ، وكان لهذا النظام تأثير قويّ على الأفراد خاصة وقت الهجرة الكبرى أو وقت ظهور خطر خارجي ، بل إنه مكن من تشكيل عصبية تؤمّن مساعدة أعضاء المجتمع لبعضهم البعض عند الضرورة (٢).
إن عددا كبيرا من العشائر العربية الموجودة في جنوب ووسط العراق وبالتالي في كربلاء تنقسم إلى فروع مختلفة في داخلها ، وتوجد بينها فروق واختلافات مذهبية والقليل من تلك العشائر المنقسمة إلى فروع مختلفة يعيش سويّا في نفس المنطقة الجغرافية وأغلبها يعيش في مناطق مختلفة.
ولم تتمكن الدولة العثمانية من تطبيق نظام الإسكان والتوطين الذي
__________________
(١) Zevra ,٧ Ra ٧٨٢١ ,Nr.٠٥ ,s.٠٠١.
(٢) Sinan Marufoglu," Guney Irak\'ta Devlet ـ Asiret Iliskileri", Irak Dosyasi, Istanbul ٣٠٠٢, I, ٠٢٣; Albert Hourani, Arap Halklari Tarihi, Istanbul ٧٩٩١, s. ٠٤١.