كانت ولايات العراق وخاصة بغداد وما حولها تتميز عن الأراضي الإيرانية بثراء وخصوبة التربة والإمكانيات الطبيعية ، لذا فإن التوتر الموجود على الخط الحدودي بين الدولتين في منطقتي الموصل وشهرزور مرجعه حاجة العشائر الإيرانية القائمة على الحدود إلى المراعي باستمرار ، فقد كانت الثروات الطبيعية لتلك الأماكن تثير شهية الإيرانيين بشكل دائم.
كما أن سهولة التنقل ووجود النقل النهري بين بغداد والبصرة جعلهما بمثابة المركز التجاري للأسواق الداخلية والخارجية ، وبالرغم من أن إيران تطل على خليج البصرة فقد ظلت محرومة من الوصول إلى الدرجة التي يمكنها منافسة بغداد ، ولهذا السبب كانت إيران تفكر بشكل دائم في الاستحواذ على تلك المنطقة الغنية القريبة منها جدّا والبعيدة جدّا عن مركز الدولة العثمانية.
٢ ـ المشكلات النابعة من الموضوعات السياسية
تمكنت إنجلترا بالامتيازات التي حصلت عليها من الدولة العثمانية من التخابر والتواصل مع الهند ، ومن المؤكد أن وجود الإنجليز أصحاب الكلمة النافذة في التجارة بالبصرة وبغداد وتصرفاتهم كانت تقلق إيران ، وعلى أي حال كان الإنجليز يضعون تلك النقطة في حسابهم من قبل ولهذا لعبوا دور الوسيط الدائم بين الدولة العثمانية وإيران وذلك حتى لا تتعرض مصالحهم في المنطقة للخطر.
وكانت النشاطات الإنجليزية في المنطقة تقلق الروس بقدر ما تقلق الإيرانيين ، ومن المعروف تاريخيّا أن الروس كانوا يسعون للنزول إلى الجنوب والانفتاح على المحيط الهندي ، ولتحقيق غايتهم تلك كانوا يسعون لإفساد كل مساعي الإنجليز هناك ويعملون دائما على إقلاقهم ، ولتحقيق هذا الهدف سلكت روسيا طريقين ، الأول : بذل الجهود