٢ ـ تطبيق نظام القرعة في سنجق كربلاء
كانت قلة أعداد الجنود هي أهم ضائقة تعيشها كربلاء من الناحية العسكرية ، مثلها في ذلك مثل معظم ولايات بغداد ، ويرجع أهم سبب في ذلك إلى عدم تكليف الأهالي بالجندية حتى عام ١٨٦٣ م ، ومعظم الجنود النظامية التي كانت لازمة للجيش الهمايوني في العراق والحجاز الذي تأسس عام ١٨٤٨ م كانت تأتي من الجيوش الخمسة الأخرى في الدولة العثمانية (١).
ولأن منطقة كربلاء كانت تدخل ضمن مهام الجيش الهمايوني في العراق والحجاز كان يتم توفير احتياجاتها من الجنود من الجيش السادس والجيوش الخمسة الأخرى ، وبسبب الأزمة التي كانت تعيشها الدولة في موضوع الجنود والتطورات التي حدثت في القرن التاسع عشر أصبح كل شخص يعيش تحت سيادة الدولة العثمانية مطلوبا للجندية ، بموجب مساواة كل الأهالي في الأوضاع القانونية والتكاليف للدولة ، لذا تم البدء في مساع لتطبيق نظام القرعة في كربلاء ، ويتضح من ذلك أن مساعي الانتقال إلى نظام القرعة بدأت في المنطقة عام ١٨٥٩ م ، إلا أنه لم يتمكن من المضيّ قدما في هذا الموضوع ، لأن مناخ بغداد أو كربلاء لم يكن ملائما مع تلك المساعي التي يراها الأهالي لأول مرة ، وسيكون رد فعلهم عليها حادّا ، وأغلب الظن أن وضع أهالي المنطقة تحت مسؤولية كهذه كان قد أدى لظهور ردّ فعل حادّ من أهالي كربلاء الذين كانوا يسعون لتضميد جراحهم من جراء الأحداث التي وقعت عام ١٨٤٣ م ، لا سيما وأن تلك الفترة كانت الاضطرابات الإيرانية العثمانية فيها لا تزال قائمة ، وعندما أدركت الحكومة العثمانية هذا المناخ في كربلاء أجلت
__________________
(١) BOA, Y. EE ٩ / ٤٣, ٩ N ٩٠٣١, Bagdat\'ta memur bulunan El ـ Swyyid ـ Suleymen Hasan\'in Iayihasi.