ليس لتحقيق أهداف الدولة العثمانية وإيران بل أصبحت كوسيلة للنزاع بين إنجلتز وروسيا ، وبالرغم من تنبه الدولتين لهذا إلا أنهما لم يجربا ترك النزاع التقليدي الدائر بينهما منذ عقود طويلة أو لأنهما اعتقدا أنهما ليس لديهما القدرة على النجاح في هذا لضعفهما ، حتى إن اضطراب العلاقات بين إنجلترا وروسيا كان سببا في زيادة التوتر بين الدولتين العثمانية والإيرانية في بعض الأحيان ، لا سيما وأن رجال الدولة العثمانية كانوا ينظرون إلى إيران على أنها عامل مهدد للدولة العثمانية ، ولم يكن ذلك نابعا من قوة إيران بل كان نابعا من خوف رجال الدولة العثمانية من أن تسير إيران في فلك روسيا في الحرب التي كانت دائرة بين روسيا والدولة العثمانية أو تساعدها في تلك الحرب ، وفي هذا الوضع يمكن إقحام الشيعة الموجودين في العراق في تلك الحرب أو على الأقل يحرضهم على القيام بثورة في تلك الفترة المشوبة بالاضطراب.
حتى إن الأحداث التي تمت في كربلاء عام ١٨٤٣ م ومباحثات الهدنة والصلح التي بدأت في نفس العام تمت بتأثير من روسيا وإنجلترا ، وقد عبّر مسيو تيتوف السفير الروسي في المباحثات التي تمت في أرضروم عن أوضاع من يعيشون في المنطقة بقوله : «إننا نهتم بمسألة اضطراب العلاقات بين العثمانيين والإيرانيين ، ولن تقف روسيا أو إنجلترا مكتوفة الأيدي حيال هذا الموضوع» (١).
٢ ـ العلاقات بين إيران وولاية بغداد
١ ـ المشكلات النابعة من البنية الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية
إن أطول قسم من الحدود بين الدولة العثمانية وإيران كان يتمثل في أراضي ولاية بغداد وأراضي العراق بشكل عام (الموصل وبغداد
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٠٤٨١ ,Lef : ٢.