والبصرة) ، خاصة وأن كل القرى والقصبات التي كانت مسكونة بالأكراد كانت تحت التأثير الإيراني الدائم لقربها من حدودها والبنية الجغرافية المساعدة على ذلك ، كما كانت إيران حاكمة على منطقة شرق خليج البصرة ، ولهذا كانت لديها إمكانية لبسط نفوذها في البصرة الشيعية وكل الأماكن المجاورة لها.
كانت المشكلات الموجودة بين العشائر الذين يشكلون الأغلبية العظمى لسكان تلك المنطقة لها تأثير سلبي على العلاقات بين الدولتين ، وخاصة العشائر الكردية التي لا تزال تثير المشكلات بين البلدين حتى اليوم.
وكان وضع إيران لا يعطي أية إمكانية لعمل أي تنظيم في العلاقات بين الدولتين ، وهذا مرجعه الإدارة المركزية من ناحية والإداريون الموجودون على طول خط الحدود من ناحية أخرى ، وخاصة أن الإداريين المحليين البعيدين عن مراقبة مركز الدولة كانوا سببا في وضع الدولتين موضع الاستعداد للحرب في بعض الأحيان.
الأغلبية العظمى من الإيرانيين شيعة ، والمنتسبون لهذا المذهب في الجغرافيا العراقية عدد لا يستهان به ، ولهذا كان شيعة إيران يحرضون شيعة العراق ويستخدمونهم كآلة لأهدافهم ومصالحهم ، أو على الأقل القيام بنشاطات تهدد وحدة الدولة وكيانها المتكامل بتصغيرهم من شأن من ليس على مذهبهم واستثمار دينهم واعتقادهم ، بخلاف هذا كان يفد آلاف الإيرانيين كل عام في أيام محددة إلى الأماكن المقدسة عند الشيعة كالنجف وكربلاء ، وكان هؤلاء الزوار القادمون من إيران سببا في ظهور المشكلات بين الدولتين ، خاصة وأن الإيرانيين كانوا يعانون بشدة أثناء مجيئهم بموتاهم لدفنهم في الأماكن المقدسة هذا فضلا عن الضرائب الباهظة التي كانوا يؤدونها مما جعلهم يخرجون عن طورهم ، وكانت هذه المعاناة التي شهدها الإيرانيون سببا مستمرّا لتوتر العلاقات بين الدولتين.